لا يزال واقع الحال ببلدية الدويرة، غرب العاصمة، لم يتغير كثيرا، رغم توالي المجالس المحلية التي توجّه لها أصابع الاتهام من قبل السكان في استمرار الوضع القائم، فالمتجول بأحياء البلدية يصطدم بالجمود التنموي الذي تئن تحته، فالطرقات غير معبّدة، وشبكة الإنارة العمومية لم تغط كافة الشوارع والأحياء التي ما يزال عدد منها يغرق في الظلام، إضافة إلى نقص المرافق الخدماتية التي من شأنها أن تحسّن معيشة مواطنيها وملفات السكن التي ينتظر أصحابها إدراجهم ضمن عمليات الترحيل المقبلة. بقي على العهدة الانتخابية الحالية أشهر معدودة، ورغم هذا لم يتمكن المنتخبون المحليون من تجسيد كل الوعود التي أطلقوها خلال الحملة الانتخابية، إذ ما تزال عديد الأحياء تتميز بالطابع الريفي رغم انتمائها لولاية الجزائر عاصمة البلاد، محملين المسؤولين الذين انتخبوهم قبل 5 سنوات بتهميش مطالبهم التي تأتي في مقدمتها التهيئة وتوفير المرافق الضرورية والربط بمختلف الشبكات وكل ما له علاقة بتحسين الإطار المعيشي للسكان. الطرقات القطرة التي أفاضت الكأس اشتكى سكان عديد الأحياء التابعة لبلدية الدويرة على غرار أولاد منديل والدكاكنة وغيرها من الوضعية المتدهورة التي آلت إليها الطرقات جراء انتشار الأتربة والحفر والمطبات ما صعب حركة السير لدى المارة والمركبات السيارة على حد سواء لاسيما في فصل الشتاء ومع هطول الأمطار، حيث قال سكان حي دكاكنة إن الوضع لم يعد يحتمل بسبب هذه الأخيرة التي لم تخضع لأي عملية تهيئة منذ نشأتها ما جعل اجتيازها أمرا صعبا سواء على السكان أو أصحاب السيارات التي كثيرا ما تتعرض إلى أعطاب متفاوتة الخطورة، خلفت لأصحابها خسائر مادية معتبرة، وهو الأمر الذي أرق المواطنين كثيرا خاصة في فصل الشتاء، حيث تتشكل البرك المائية التي يصعب اجتيازها والأوحال التي تصبح الديكور المميز لطرقات الحي طيلة فصل الأمطار. وفي فصل الصيف يشتكي السكان من تطاير الغبار وهو ما تسبب في أزمات نفسية للمصابين بالأمراض والحساسية حيث وجدوا صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضع. فوضعية الطرق المتدهورة خلفت مشاكل عديدة للعائلات المقيمة بالحي وأحياء أخرى وبوسط المدينة، حيث أصبح أصحاب السيارات يرفضون ركن سياراتهم بالبعض منها تفاديا للطرقات التي تحدث بمركباتهم أعطابا تكابدهم مصاريف إضافية لذلك. ونظرا لتفاقم الوضع يطالب سكان البلدية التدخل العاجل لمسؤوليهم من أجل إعادة بعث الحياة في منطقتهم، الذي يعاني العزلة والتهميش منذ سنوات طويلة. انعدام الإنارة العمومية زاد الوضع تأزما بعديد الأحياء قال السكان إن غياب الإنارة العمومية بعديد الأحياء التابعة للبلدية ضاعف من معاناتهم في ظل التدهور الكبير للطرقات، حيث كثيرا ما يقعون داخل الحفر والبرك المائية بسبب صعوبة الرؤية، وأشار بعض محدثينا إلى أنهم يلجأون إلى استعمال هواتفهم النقالة للإضاءة. كما تسبب نقص الإنارة العمومية التي يعتبرها هؤلاء ضرورية إلى زرع الخوف في النفوس من حدوث أي اعتداء، وتساءل البعض عن سبب عدم إتمام الأشغال بوضع الإنارة العمومية. المرافق الترفيهية في خبر كان وفي سياق متصل، أعرب سكان عديد الأحياء على غرار أولاد منديل خاصة الشباب منهم عن تذمرهم الشديد من غياب المرافق الثقافية والرياضية بالمنطقة، حيث تعتبر هذه المرافق بمثابة متنفس للجميع من الضغوط اليومية ومن متاعب العمل مشيرين إلى أنهم يقضون معظم وقتهم في المقهى المتواجدة بالحي أو ممارسة رياضة كرة القدم في الطرقات ما قد يعرض حياتهم للخطر. وتساءل سكان حي أولاد منديل الذي يتوفر على ملعب واحد يعاني عديد النقائص عن سبب إهماله من قبل السلطات المحلية فضلا عن الحالة الكارثية التي يعرفها الملعب البلدي الواقع بوسط البلدية. وبخصوص المساحات الخضراء فهي شبه منعدمة تماما بالمنطقة التي يجد قاطنوها صعوبة في إيجاد مكان للترفيه عن نفسهم وقضاء أوقات ممتعة بعيدا عن الفوضى. انقطاع متكرر في الماء الشروب يشتكي سكان حي الدكاكنة بالدويرة من الإنقطاعات المتكررة للمياه الصالحة الشرب، حيث تجف حنفياتهم لأيام الأمر الذي أثار استيائهم وراسلوا الجهات المعنية مرات عديدة بخصوص المشكل لكن الوضع لم يتحسن. وأضاف السكان أن الوضع يتعقد أكثر في فصل الصيف، حيث تنقطع المياه الصالحة الشرب لأيام ما يضطر السكان إلى اقتناء الصهاريج بمبالغ أثقلت كاهلهم. وقال السكان، إن شبكة الماء الشروب جد قديمة بالبلدية ما نتج عنه – حسبهم – انقطاع المياه الشروب، وهو ما أكده مدير الموارد المائية لولاية الجزائر حيث طمأن المواطنين بتجديد الشبكة التي تم انجازها سنوات السبعينات. محطة نقل مهترئة تحولت محطة الحافلات ببلدية الدويرة إلى سوق فوضوي مصغر، بسبب الانتشار الكبير للتجار الفوضويين الذين احتلوا مداخل المحطة ما تسبب في عرقلة حركة سير الحافلات والمسافرين الذين اشتكوا من تزايد الظاهرة أمام أعين المسؤولين بالبلدية. وأشار المترددون على المحطة أن الباعة الفوضويون تسببوا في انتشار النفايات في كل أرجاء المكان ما نتج عنه تشكل صورة مقززة فضلا عن انبعاث روائح كريهة. وأضاف الناقلون أن احتلال مداخل المحطة من قبل الباعة اضطر بهم للتوقف خارجها تفاديا لعرقلة حركة السير مطالبين السلطات التدخل ووضع حد لكل المشاكل التي تتخبط فيها المحطة والشروع في تهيئتها. محلات تتحول إلى مأوى للحيوانات استغرب شباب بلدية الدويرة من بقاء محلات الرئيس المتواجدة بالقرب من السوق الجوارية مغلقة طيلة السنوات الفارطة رغم انتهاء الأشغال بها، مما حولها إلى أوكار للمنحرفين ومأوى للحيوانات الضالة التي أصبحت تتواجد بالمكان بكثرة، متسائلين عن سبب إهمالها من قبل المسؤولين المحليين رغم حاجة الشباب إليها، خاصة أن العديد منهم يمارس التجارة بطريقة فوضوية. هذا وأشار السكان إلى الحالة الكارثية التي آلت إليها في الفترة الأخيرة بسبب أفعال التخريب التي طالتها من قبل مجهولين، مطالبين السلطات المحلية والجهات المسؤولة بالدائرة التدخل وإعادة فتح المحلات بعد تهيئتها. غابة الدويرة تغزوها القمامة تأسف سكان بلدية الدويرة للحالة الكارثية التي آلت إليها الغابة المتواجدة بالمنطقة منذ العهد الاستعماري بمحاذاة الطريق السريع بالقرب من الحي السكني 1032 مسكنا والتي تغزوها القمامة من كل جهة مشكلة ديكورا يوميا تحول إلى مصدر انزعاج بالنسبة للقاطنين بالمنطقة والذين يجدون في الغابة مكانا متنفسا لهم يعاني الإهمال من قبل المسؤولين المحلين على حد قول أحد المواطنين. هذا وأشار آخرون إلى انتشار الحيوانات الضالة بالمكان والمنحرفين الذين يقصدون الغابة لتعاطي المخدرات والكحول بعيدا عن أعين الناس، مطالبين السلطات ومديرية الغابات لولاية الجزائر بالتدخل وإعادة الاعتبار للغابة من خلال تهيئتها وجعلها متنفسا للعائلات القاطنة بالمنطقة. ضعف الخدمات الصحية وصف سكان بلدية أولاد منديل الخدمات الصحية المتوفرة بالعيادات الجوارية بالضعيفة بالنظر إلى النقص المسجل بها فيما يخص الطاقم الطبي المشرف عليها والعتاد الطبي، إذ يجد المريض صعوبة في تلقي العلاج مما يضطره للتوجه إلى المؤسسات العمومية للصحة الجوارية بالبلديات المجاورة. وطالب السكان بتمديد عمل قاعات العلاج المتواجدة بالأحياء إلى غاية الفترة المسائية بدلا من الواحدة زوالا بالنظر إلى الكثافة السكانية المرتفعة التي تشهدها البلدية في الفترة الأخيرة. السكن على رأس المطالب التي يرفعها السكان تجد سلطات بلدية الدويرة صعوبة في الاستجابة لطلبات السكن المتزايدة من سنة لأخرى، خاصة بالنسبة لصيغة السكن الاجتماعي التي استفادت البلدية من 80 وحدة سكنية تعتبرها السلطات غير كافية مقارنة بعدد ملفات طلبات السكن التي بلغت 2000 ملف، حيث أسفرت التحقيقات الميدانية التي قامت بها اللجان المختصة إلى رفض قرابة 1000 ملف، وبقي 1056 ملفا شرعت السلطات في دراستها دراسة دقيقة إلى جانب القيام بالتحقيقات الميدانية حول أصحاب الملفات، وحسب سلطات بلدية الدويرة فإن سبب رفض الملفات هو استفادة أصحابها من سكنات بصيغة عدل أو التساهمي وغيرها من إعانات الدولة. وأشارت سلطات بلدية الدويرة أنه بعد ترحيل سكان المواقع السكنية المذكورة سيتم غلق ملف السكنات الهشة نهائيا ليتم الاهتمام بالعائلات التي تعاني من ضيق المسكن وغيرها من الحالات الاجتماعية. هذا وتجدر الإشارة إلى 570 عائلة تقطن في ثلاث مواقع سكنية هشة ببلدية الدويرة تنتظر الترحيل إلى سكنات لائقة، حيث أنهت السلطات دراسة الملفات في انتظار تحديد موعد الترحيل من قبل مصالح ولاية الجزائر. قاطنو عين الدزاير وفروخي ينتظرون الترحيل رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها سكان كل من حوش فروخي وموقع عين ادزاير في بلدية الدويرة بخصوص الترحيل إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتهم وتجنبهم حياة البؤس التي يعيشونها منذ سنوات طويلة، إلا أن كلها ذهبت في مهب الريح، ولا أثر للترحيل وهم يأملون في التفاتة سلطات ولاية الجزائر إليهم. وحسب قاطني موقع عين الدزاير، فإنهم يعانون عديد المشاكل التي تحولت إلى كابوس بالنسبة لهم خاصة ما تعلق بالنقص المسجل في المرافق الضرورية، حيث اشتكى السكان طيلة فترة إقامتهم في الموقع من تدهور وضعية الطرقات التي تتحول إلى مستنقعات للمياه المتجمعة بمجرد سقوط قطرات من المطر، فضلا عن تدهور شبكة الصرف الصحي التي تسببت في تسرب المياه على السطح، ما أدى إلى انبعاث روائح كريهة لاسيما في فصل الصيف. هذا وتطرق السكان إلى مشكل الإنقطاعات المتكررة للمياه الصالحة للشرب فضلا عن مشاكل أخرى يتخبط فيها سكان الموقع الذين ينتظرون الترحيل بفارغ الصبر. من جهتهم قاطنو حوش فروخي أكدوا أن الأمل يعود إليهم مع بداية كل عملية ترحيل تقوم بها ولاية الجزائر إلا أنهم سرعان ما يستيقظون من الحلم، وأضاف سكان الحوش أنهم راسلوا السلطات المحلية في عديد المناسبات من أجل إدراجهم ضمن عمليات الترحيل ورغم تلقيهم وعودا بذلك إلا أنهم لم يستفدوا من أية عملية لحد اليوم، وهم يأملون من تحقيق حلمهم بالترحيل خلال العملية رقم 22 قبل الانتهاء من كل مراحلها.