ما يزال الطابع "الكولونيالي" يميز أغلب أحياء بلدية برج البحري، الواقعة شرق العاصمة، نظرا لتواجد العديد من الفيلات القديمة التي فضل أصحابها الحفاظ على طابعها المعماري والاكتفاء بتعديلات خفيفة عليها، بالإضافة إلى شريط ساحلي تتخلله شواطئ تعد قبلة المصطافين والسياح، غير أن كل هذا لا يخفي حقيقة نقص المرافق العمومية وكذا التهيئة الحضرية في العديد من الأحياء السكنية، كما أن ضعف ميزانية البلدية انعكس سلبا على واقع التنمية بالمنطقة التي تشهد تأخرا كبيرا في تجسيد المشاريع التنموية وهو ما تؤكده حالة بعض الأحياء التي تفتقد للتهيئة والمرافق الضرورية فضلا عن ملف السكن الذي تعجز السلطات عن حله أمام العدد الكبير للملفات المودعة على مستوى مصلحة الشؤون الاجتماعية والتي يقابلها شح في المشاريع السكنية التي استفادت منها المنطقة. ينتظر سكان الأحياء السكنية الجديدة ببرج البحري الاستجابة لمطالبهم التي سبق لهم وأن رفعوها عدة مرات وتتعلق أساسا بالتهيئة وتوفير المرافق الضرورية على غرار الأسواق الجوارية، حيث أبدى السكان استغرابهم من النقائص المسجلة بالبلدية التي تشهد كثافة سكانية معتبرة وحركة كثيفة تزداد في فصل الصيف نظرا لتوفرها على شريط ساحلي هام. 4 آلاف طلب للحصول على سكن والبلدية عاجزة أكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبرج البحري في تصريحاته مؤخرا، أن ملفات طالبي السكن في تزايد من سنة لأخرى حيث يقارب عددها نحو 4 آلاف طلب للاستفادة من مختلف الصيغ السكنية مقابل حصة ضئيلة تستفيد منها البلدية، وهو المشكل الذي تعجز البلدية عن حله، والاستجابة لكل الطلبات المرشحة للارتفاع خلال السنة الجارية والسنوات القادمة نظرا لتزايد الكثافة السكانية بالمنطقة، مقابل حصة ضعيفة من السكن الاجتماعي حيث تحصلت السنة الماضية على حصة مقدرة ب 110 وحدة سكنية بصيغة الاجتماعي، ما يجعل السلطات المحلية في وضع لا تحسد عليه بسبب عجزها عن تلبية الطلب، لتبقى الملفات حبيسة الأدراج على أمل إيجاد حلول لمشكلة السكن بالمنطقة من خلال تجسيد مشاريع ضخمة تلبي الطلب. نقص التهيئة قاسم مشترك بين أحياء البلدية أجمع سكان برج البحري الذين تقربنا منهم على أن أغلب الأحياء التابعة للبلدية تفتقد للتهيئة، مشيرين إلى تدهور شبكة الطرقات التي تغرق في مياه الأمطار وهو ما أشار إليه سكان حي قعلول الذين أكدوا أن التهيئة تغيب عن المنطقة، ما أثر على يوميات المواطنين خاصة في فصل الشتاء. والملاحظ بالحي أن عديد المسالك الرابطة بين المجمعات السكانية ترابية، ما يعقد من حالتها أثناء تهاطل الأمطار، حيث تمتزج المياه بالأتربة وتجعل حركة السير عليها جد صعبة وهو ما اشتكى منه المواطنون بالمنطقة رافعين مطلب التهيئة في القريب العاجل. الوضع نفسه بحي الجزائر الشاطئ، حيث اشتكى قاطنوها من النقص المسجل في التهيئة، مؤكدين أن حالة بعض الطرقات لا تليق بمركز المدينة الساحلية التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية وما تزال أزقتها الكولونيالية القديمة شاهدة على ذلك. ومن بين المشاكل التي تتقاسمها أغلبية الأحياء، مشكل تردي الوضع البيئي الذي تعرفه المنطقة، حيث تكاد بعض الأحياء تتحول إلى أشبه بمفرغة عمومية –بحسب وصف بعض السكان- نتيجة تكدس القاذورات بشكل عشوائي في الطرقات وبالقرب من مداخل الأحياء السكنية، وما زاد من قلق السكان هو تقاعس السلطات المعنية في أخذ مطالبهم بعين الاعتبار رغم النداءات المتكررة. سكان الأحواش يجهلون مصيرهم تضم بلدية برج البحري أزيد من 20 حوشا تعود للحقبة الاستعمارية، حيث تقطنها عائلات اشتكت من عدة مشاكل تواجههم، خاصة ما تعلق بقدم السكنات التي يقيمون فيها وهي عبارة عن فيلات قديمة تعود للحقبة الاستعمارية، حيث لم تعد قادرة على الصمود أكثر في وجه التغيرات المناخية، وظهرت تصدعات بالبنايات التي أصبحت مهددة بالإنيهار في أي وقت خاصة مع تسجيل انهيارات جزئية بالبنايات منها الأسقف والجدران المهترئة. والمشكل حسب السكان القاطنين بالأحواش، أن وضعية سكناتهم تحتاج إلى ترميم وهم عاجزون عن القيام بذلك كونهم يجهلون مصيرهم، ما جعلهم يترددون عن القيام بأية أشغال، خاصة أن البعض منهم يرغب في الترحيل إلى سكنات جديدة، فيما يفضل البعض الآخر من المقيمين بالأحواش تسوية وضعيتهم من خلال منحهم عقود الملكية التي تسمح لهم بإعادة انجاز سكنات جديدة. وبخصوص التهيئة، أكد سكان الأحواش أنها شبه غائبة تماما، خاصة ما تعلق بالطرقات المؤدية لها حيث غالبيتها في حالة كارثية، كما انتقد السكان مشكل نقص الإنارة العمومية بالأحواش، حيث البعض منها يغرق في الظلام. وبخصوص المشكل، أكد رئيس المجلس الشعبي لبلدية برج البحري مؤخرا أنه شرع في دراسة ملفات سكان الأحواش للنظر فيها وتسوية وضعيتهم. عودة قوية للتجارة الفوضوية بأحياء برج البحري رغم الجهود التي بذلت من قبل المجلس الشعبي البلدي لبرج البحري من أجل القضاء على التجارة الفوضوية، حيث شرعت السنة الفارطة في دراسة ملفات التجار الناشطين على مستوى البلدية بطريقة فوضوية من أجل تسوية وضعيتهم إلا أن مشكل الباعة الفوضويين ما يزال مطروحا بالمنطقة، فالمتجول بالأحياء ومداخل البلدية يلفت انتباهه العودة القوية للتجارة الفوضوية في ظل غياب أسواق منظمة كافية، وأصبح المواطن القاطن بها مضطرا لاقتناء مستلزماته من هؤلاء، والملاحظ بالطرقات الرئيسية المؤدية للبلدية تواجد عربات بيع الخضر والفواكه بأعداد هائلة مصطفة وراء بعضها البعض وعدد من الزبائن بالقرب منها، وهذا رغم محاولة المصالح الأمنية رفقة سلطات الدائرة القضاء على البيع الفوضوي بالطرقات والأحياء إلا أن غياب بدائل أخرى اضطر السلطات لتجاهل الأمر في الفترة الأخيرة. من جهتهم التجار الفوضويين بالمنطقة رفعوا مطلب انجاز سوق منظم يوفر عليهم عناء التنقل بين الأحياء لعرض سلعهم، مؤكدين أن وضعهم يتعقد في فصل الشتاء، إذ تتعرض سلعهم للتلف حسبما أشار إليه تاجر بوسط المدينة. البلدية بحاجة إلى ثانوية جديدة أصبحت الثانوية الوحيدة المتواجدة ببلدية برج البحري غير قادرة على استيعاب العدد المتزايد من تلاميذ الطور الثانوي، حيث أكد عدد منهم أن الثانوية الوحيدة تشهد حالة اكتظاظ كبيرة ما يستدعي انجاز ثانوية ثانية بالمنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن الكثافة السكانية في بلدية برج البحري في تزايد من سنة لأخرى ما يعني زيادة في عدد تلاميذ الطور الثانوي الذين يدرسون داخل أقسام مكتظة، وفي ظل هذا المشكل يطرح تلاميذ الطور وأوليائهم مطلب انجاز ثانوية جديدة لتخفيف الضغط على الثانوية القديمة. تجسيد مشروع مقبرة جديدة مطلب السكان أصبح سكان البلدية الذين يزيد عددهم عن 80 ألف نسمة، يجدون صعوبة في دفن موتاهم، بسبب ضيق المقبرة الوحيدة وأجبر البعض على دفن موتاهم في مقابر البلديات المجاورة على غرار مقبرة ّ القدحية" بالرويبة. السكان طرحوا المشكل على السلطات المحلية في عدة مناسبات متسائلين عن سبب اهمال المجالس المتعاقبة على تسيير البلدية بالنظر في المشكل وتسويته. هذا وأشار السكان إلى محاولة السلطات المحلية بالبلديات المجاورة تسهيل كل إجراءات دفن موتاهم في المقابر التابعة لهم غير أن هذا غير كاف – يقول السكان والحل – حسبهم – في انجاز مقبرة أخرى بالمنطقة. شباب يطالب بالمساحات الخضراء والمرافق الرياضية أعرب سكان البلدية في هذا الخصوص، عن سخطهم الشديد جراء النقص الفادح والمسجل في المساحات الخضراء ومرافق التسلية الموجهة للعب الأطفال، التي من المفروض أن تعمل سلطات البلدية على توفيرها وكذا تهيئة الموجود منها، كونه يعاني الإهمال وهو ما أثار امتعاض شباب الأحياء، أين بات هؤلاء مجبرين، في ظل الظروف القائمة، على التنقل إلى المناطق المجاورة حيث تتوفر على مثل هذه المرافق، أو الجلوس في أرجاء المدينة مما جعلهم يعيشون فراغا رهيبا. وقد طالب السكان بتهيئة مساحات للعب الأطفال تسمح للفئات العمرية المختلفة بالترفيه عن نفسها، كون هؤلاء يلعبون بشكل عشوائي عبر مختلف جوانب الحي ما بات يشكل خطورة عليهم. وبخصوص الملاعب الجوارية، ورغم توفر البلدية على قاعة متعددة الرياضات وملعب بلدي بالإضافة إلى 3 ملاعب جوارية، إلا أن الشباب يشتكي من قلتها مطالبين بتوفير مرافق رياضية أخرى وتهيئة الموجودة. توفير الأمن مطلب السكان رغم طابع البلدية السياحي مما يجعلها قبلة للعديد من الزوار خلال موسم الإصطياف وحتى في هذا الفصل البارد، إلى جانب الكثافة السكانية المرتفعة بها إلا أن قاطنو عدة أحياء تابعة لها منها حي أزرق وبحر وكوسيدار، يشتكون غياب الأمن، وأشار مواطنو الحيين الذين تحدثوا للجريدة عن الاعتداءات اليومية التي تطالهم في الفترات الليلية والصباح الباكر، بسبب انتشار منحرفين يترصدون تحركات المارة للاستيلاء على ممتلكاتهم. وقال السكان أن هاته الاعتداءات تزداد في فصل الصيف وشهر رمضان ما يستدعي التكثيف من دوريات الأمن بالمنطقة وخاصة بالأماكن ذات الكثافة السكانية المرتفعة. وأضاف السكان أن بلدية برج البحري عرفت عمليات ترحيل واسعة في الفترة الأخيرة وبالرغم من هذا لم يتم انجاز مراكز أمنية جديدة، مشيرين إلى ارتفاع الجريمة بالمنطقة وهو ما زاد من مخاوف العديد من المواطنين على أبنائهم، وقد سبق للسكان أن رفعوا مطلب انجاز المراكز الأمنية من خلال عريضة تم ارسالها للجهات المعنية الممثلة في المدير العام للأمن الوطني ومصالح ولاية الجزائر. هذا ورفع سكان البلدية عدة مطالب أخرى منها انجاز مستشفى صغير بالمنطقة يجنبهم التنقل إلى المستشفيات المجاورة كمستشفى عين طاية، مشيرين إلى نقائص أخرى بالأحياء تستدعي بذل جهود أكبر من قبل المجلس الشعبي البلدي، ويأمل السكان في تحقيق التنمية ببلديتهم وتجسيد ولو جزء من الوعود التي أطلقوها خلال حملتهم الانتخابية، خاصة أن العهدة الحالية لم يتبق منها الوقت الكثير، حيث ينتظر هؤلاء حلاً لمختلف المشاكل التي تعيق التنمية في القريب العاجل.