تتساءل نحو 200 عائلة تقطن بسكنات هشة بحي المرجة في بلدية براقي عن مصيرها من عملية الترحيل رقم 22، مشيرة إلى أنها تلقت وعودا كثيرة من المسؤولين بترحيلها إلى سكنات لائقة، إلا أن كل تلك الوعود تأخرت في التجسيد معبرة عن أمالها في الترحيل قبل حلول فصل الشتاء المقبل الذي تتحول حياتها فيه إلى جحيم نتيجة مخاوفها من انهيار سكناتها جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها فضلا عن هشاشة البيوت التي شيدتها منذ سنوات طويلة نتيجة أزمة السكن التي تعاني منها. قال ممثل العائلات القاطنة بالحي الفوضوي أنه منذ إحصائهم من قبل السلطات المحلية منذ سنوات لم تصلهم أي أخبار عن مصيرهم من عملية الترحيل، وفي كل مرة تبرمج الولاية عملية ترحيل يعود الأمل إليهم إلا أن حلمهم بالإقامة في سكن لائق تأخر لتتواصل معاناتهم في سكنات هشة تفتقد لأدنى شروط العيش الكريم، وزاد من معاناتهم المخاطر المحدقة بهم من كل جهة بسبب تواجد سكناتهم وسط شبكة من أعمدة للتيار الكهربائي. مسؤولون يتذكرونهم في المواعيد الإنتخابية قال سكان الموقع الفوضوي بالمرجة أنهم خلال الأيام الأخيرة، أصبحت منطقتهم وجهة مفضلة لمختلف المترشحين للبرلمان القادم، حيث يزورون المنطقة التي وعدوا قاطنيها بالترحيل والاستجابة لكل طلباتهم في إطار تحسين ظروف عيشهم، إلا أن القاطنين بالموقع أكدوا أن كل تلك الوعود لن تتجسد على الواقع مدركين أنها مجرد كلام يذهب في مهب الريح بمجرد انتهاء الانتخابات التشريعية. وقال المواطنون القاطنون بالحي أن السلطات لا تتذكرهم إلا في المواعيد الانتخابية وهو ما جعلهم يفقدون الثقة في وعودهم. سكنات مهددة بالانهيار في أية لحظة باتت الظروف القاسية التي تتخبط فيها هذه العائلات أكبر صورة تعبر عن وضعها المعيشي في بيوت من القصدير والصفيح لم تعد صالحة للسكن، حيث سرد سكان الحي في حديث ل "السلام اليوم" أنهم ذاقوا ذرعا من الأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها في بيوت شبيهة بالإسطبلات طيلة سنوات طويلة تفوق ال 15 سنة، رفعوا خلالها عديد النداءات والشكاوى للجهات الوصية من أجل تغيير واقعهم الاجتماعي المزري إلا أنهم لم يتلقوا سوى الوعود التي لم تجسد على أرض الواقع في مرات عديدة، حيث وعدتهم السلطات أكثر من مرة بالترحيل خلال السنوات الفارطة دون أن يتجسد ذلك على الواقع، وواصل المواطنون سرد معاناتهم خلال السنوات التي ذاقوا فيها الحرمان والمعاناة الحقيقية، خاصة وأن البيوت التي يقطنونها أضحت في درجة متقدمة من الهشاشة، ناهيك عن التصدعات التي أصيبت بها جدرانها، في ظل مساهمة العوامل الطبيعية والتقلبات الجوية في ذلك، حيث عبر قاطنو هذه البيوت مرات عديدة عن مخاوفهم من سقوطها فوق رؤوسهم في أي لحظة، وأضاف سكان الحي أنهم لم يعد باستطاعتهم تحمل الوضع القائم، الذي أضحى هاجسا يؤرقهم خاصة في فصل الشتاء، نتيجة تسرب مياه الأمطار داخل البيوت. غياب الإنارة زاد الوضع سوءا ساهم غياب الإنارة العمومية بالحي في خلق متاعب للسكان خاصة في فصل الشتاء حيث يخرجون في الظلام في الصباح الباكر وأثناء العودة مساء بعد الخامسة، إذ تصعب الرؤية في مسالك تغزوها الحفر، وقد راسل السكان السلطات المحلية عدة مرات من أجل تزويدهم بالإنارة العمومية إلا أنها لم تحرك ساكنا. وزاد من تدهور الوضع بالموقع السكني اهتراء الطرقات المؤدية له والتي خلفت متاعب كثيرة للقاطنين به لاسيما في موسم الأمطار، حيث يجد التلاميذ والعمال بصفة خاصة صعوبة في الخروج والدخول إلى الحي. قارورات غاز البوتان أثقلت كاهل العائلات غياب غاز المدينة مشكل لم يفارق سكان الحي الفوضوي طيلة أيام السنة، لكثرة طلبهم على هذه المادة الحيوية التي من الضروري تواجدها في كل الأحياء السكنية نظرا لحاجتهم الماسة إليها واستعمالاتها في العديد من المجالات، حيث أكدوا أن معاناتهم تزداد في فصل البرد، إذ تكثر طلباتهم على هذه المادة الضرورية، مما يجبرهم على اقتناء قارورات غاز البوتان بكميات كبيرة في الأيام الباردة، بعد قطع مسافات طويلة للبحث عنها، خاصة أنها تشهد ندرة حادة في فصل الشتاء لأن شاحنات الغاز نادرا ما تمر بالمنطقة ولا تكفي لتسديد كل حاجيات السكان ما يتحتم عليهم حملها من مناطق بعيدة أو نقلها في سيارات أجرة لإيصالها إلى سكناتهم، وأضاف القاطنون أن اقتناء قارورات غاز البوتان أثقل كاهلهم وأفلس جيوبهم، خاصة بالنسبة لذوي الدخل المحدود. أغلب السكان مصابون بأمراض الربو والحساسية أشار سكان الحي الفوضوي بالمرجة إلى الأمراض التي أصبحت تفتك بهم وخاصة بأبنائهم، مؤكدين في حديثهم ل "السلام" أن غالبيتهم مصابون بأمراض الحساسية والربو، وبحسرة بدأت تتحدث إحدى القاطنات بالموقع عن إبنها البالغ من العمر 03 سنوات والمصاب بالربو ورغم تتبع حالته الصحية لدى طبيب مختص إلا أن العلاج لم يأت بنتيجة، بسبب الرطوبة الشديدة الذي تميز سكناتهم التي يقطنون فيها وهو ما أكده لها الطبيب حسبما جاء على لسان محدثتنا. من جهتها السيدة عائشة تقطن في نفس الحي، أكدت أنه لا يمكن للزائر الذي يقصد بيتها أن يبقى فيه خمس دقائق من فرط الروائح الكريهة بسبب قنوات صرف المياه القذرة التي تمر بجانب الغرفة المشيدة بالطوب وبسبب الرطوبة وانعدام النوافذ للتهوية• هذا وأشار مواطن بنفس الموقع أنه يتم يوميا نقل والدته إلى المستشفى بسبب ضيق التنفس، وهو المرض الذي تعانيه منذ أزيد من 15 سنة، حسب رواية محدثنا الذي أكد أنه سئم الوضعية هنا وفقد الأمل في الترحيل. النفايات تحاصر الحي تعرف أغلب أجزاء الحي القصديري إهمالا كبيرا لمجال النظافة، إذ أصبحت الأوساخ تغزو الشوارع طيلة أيام الأسبوع ما حوّله إلى شبه مفرغة عمومية، نظرا لتكدس النفايات المنزلية التي شكلت جبالا من القمامة في الزوايا، وأكد لنا أحد سكان الموقع أن حيهم لا يخلو من النفايات المنزلية، التي أصبحت في كل أرجاء المنطقة، وتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات اذ بات هذا المنظر يعكر صفو حياة السكان اليومية. وفي سياق متصل، أضاف ذات المتحدث أن هذا الإهمال دفع بعض السكان القيام بتصرفات غير مسؤولة بالرمي العشوائي وإخراج النفايات المنزلية في كل الأوقات ما جعل هذه الأخيرة قبلة لمختلف الحيوانات الضالة التي تساهم في زيادة حدة من تبعثر القمامة. آفات اجتماعية خطيرة..وانعدام كلي للأمن اشتكت خالتي مريم القاطنة بالحي الفوضوي ببراقي من انشار السرقة التي أصبحت تحوم بالمنازل في وضح النهار وعزه وتهدد حياة الأفراد وممتلكاتهم، إذ تعرضت هذه العجوز للسرقة لأكثر من مرة وهي نائمة داخل غرفتها وكان لذلك وقعا خطيرا على صحتها خاصة وأنها مصابة بداء القلب، وكذلك هو الحال بالنسبة لجارتها فريدة التي سرقت أغراضها في وضح النهار بعد توجهها مباشرة إلى السوق المجاور من أجل اقتناء بعض الحاجيات المنزلية لتعود وتصدم بالفوضى العارمة داخل المنزل الذي قلب رأسا على عقب، ناهيك عن سرقة الملابس المنشورة أمام البيوت والتي أصبحت ظاهرة يومية لا يستثنى منها أي شخص. المرافق الرياضية مطلب الشباب من جهتهم فئة الشباب طرحوا عدة نقائص بحيهم، منها غياب المرافق الرياضية كالملاعب الجوارية وفضاءات الترفيه، حيث يتنقلون إلى مقر البلدية من أجل الترفيه عن نفسهم خاصة في أيام العطل، فيما يفضل البعض قضاء أوقات فراغهم في الحي تفاديا للمصاريف التي يتكبدونها جراء التنقل إلى البلديات المجاورة، هذا وتطرق السكان إلى عدة نقائص أخرى مسجلة بالحي مما زاد من متاعب قاطنيه الذين يتنقلون إلى أحياء أخرى لإيجادها. مراسلات السكان حبيسة الأدراج قال سكان الحي أنهم راسلوا السلطات المحلية مرات عديدة بخصوص الانشغالات التي رفعوها والمتعلقة بالترحيل إلا أنها لم تلق استجابة من قبل المسؤولين المحليين الذين يقابلونها بالوعود التي لا ترى النور، الأمر الذي أثار استياء العديد منهم والذين يناشدون رئيس الدائرة بالتدخل ورفع الغبن من خلال دراسة ملفاتهم والتعجيل في ترحليهم. السكان يأملون في الترحيل "نطالب زوخ الإسراع في ترحيلنا" هو الطلب الذي وجهه سكان الموقع الفوضوي ببلدية براقي لوالي الولاية، مؤكدين أن معاناتهم لن تنتهي إلا بالترحيل إلى سكن لائق يحفظ كرامتهم ويجنب أنبائهم الأمراض والحياة المزرية داخل أكواخ يستعملها البعض كإسطبلات لتربية الماشية.