فتح محمد عبد العزيز، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، النار على دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها فرنسا، متهما إياها بدعم المغرب على حساب القضية الصحراوية، ودعا الحكومة الإسبانية الجديدة إلى العودة لتحمل مسؤوليتها التاريخية إزاء الشعب الصحراوي. وأكد بالمقابل على رفع حالة الإستعداد القتالي وإبقائه كخيار استراتيجي لتحقيق الدولة المستقلة. وجه الرئيس الصحراوي لدى قراءته التقرير الأدبي والمالي للأمانة الوطنية، أمام أكثر من ألفي مندوب صحراوي من مختلف تمثيليات الجمهورية العربية الصحراوية داخل وخارج الأراضي المحررة، رسائل مباشرة لدول الاتحاد الأوروبي لتحمل مسؤوليتها اتجاه القضية الصحراوية، خاصة فرنسا التي تقدم دعما مفضوحا للمخزن وتقف حجرة عثرة أمام تقدم مسار المفاوضات، ودعا محمد عبد العزيز الأوروبيين لاتخاذ موقف صريح والتخلي عن التعامل بازدواجية وتناقض عندما يتعلق الأمر بالصحراء الغربية، كما وجه الرئيس دعوة لحكومات تونس، مصر وليبيا، لمساندة الشعب الصحراوي في قضيته العادلة. وفي سياق متصل، قال الرئيس الصحراوي أن السلطات المغربية أرادت النيل من شعبية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب “البوليساريو”، من خلال حملة مسعورة وحرب استخباراتية ومحاولة إلصاق تهم الإرهاب والجريمة المنظمة بها، وهذا كله في إطار عرلقة مساعي الاستفتاء الشعبي بالأراضي المحتلة. وجدد المسؤول الأول عن الجبهة وأمينها العام تنديد بلاده بما وقع من عملية الإختطاف بمخيم الرابوني بتندوف، واعتبره بالعمل الإرهابي مؤكدا التزامه التام بذل الجهود والتعاون والتنسيق مع دول المنطقة لإطلاق سراح المختطفين في أقرب الآجال، وأضاف بأن المغرب حاول توريط البوليساريو والجزائر في الاختطاف الأخير بتندوف، وهذا من أجل التشويش على موقف الجزائر في الأممالمتحدة، يضاف إلى هذا العراقيل التي يمارسها المخزن على الأمانة الوطنية للتقليل من تمثيلها للشعب الصحراوي في الأممالمتحدة وتقزيم دورها. رفع حالة الإستعداد القتالي خيار استراتيجي لتحقيق الإستقلال أكد الرئيس الصحراوي في سياق حديثه عن مسار المفاوضات وعرقلتها من طرف المغرب، أن خيار المقاومة المسلحة لايزال قائما باعتباره حرر تيفارتي والأراضي الأخرى لذلك يعتبر تحديا جديدا للمؤتمر ال 13، وهنا أكد محمد عبد العزيز: “يجب الرفع الدائم من الإستعداد القتالي والمقدرات العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي كخيار استراتيجي لاستكمال السيادة، هذا إلى جانب المقاومة السلمية من خلال انتفاضة الإستقلال”. انطلاق فعاليات المؤتمر وسط إجراءات أمنية مشددة انطلقت أول أمس الخميس بتيفاريتي المحررة بالأراضي الصحراوية، فعاليات المؤتمر ال 13 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والذي عرف مشاركة قياسية مقارنة بالمؤتمر ال 12، حيث حضر 2100 مندوب يمثلون الشعب الصحراوي من كل الجهات بما فيها المخيمات بالجزائر، وشارك لأول مرة وفد مشكل من 54 صحراويا من عيون المحتلة. المؤتمر الذي انعقد تحت شعار “الدولة المستقلة هي الحل” اختير له تسمية “الشهيد محفوظ علي بيبا”، وحضرته وفود أجنبية من عدة بلدان مساندة للقضية الصحراوية، على غرار ممثلين عن الاتحاد الإفريقي، كوبا، جنوب إفريقيا وإسبانيا، فينيزويلا موريتانيا، البرلمان الأوروبي، إيطاليا، أنغولا وتيمور الشرقية، إلى جانب عدة منظمات حقوقية ومنظمات دولية غير حكومية، هذا إلى جانب سفراء تمثيليات الجمهورية الصحراوية في الخارج. واقتصر التمثيل الجزائري على وفد ترأسه نائب رئيس مجلس الأمة وبعض البرلمانيين، وممثلي بعض الأحزاب. افتتاح المؤتمر في طبعته ال 13 عرف حضورا أمنيا مكثفا، حيث طوقت قوات الأمن والجيش الصحراوية كل المنافذ المؤدية إلى داخل بلدة تيفاريتي مكان انعقاد المؤتمر، لتأمين الوفود والبعثات الأجنبية المشاركة، من خلال نشرها لمدرعات ودبابات عسكرية، فضلا عن نصب صواريخ مضادة للطائرات تحسبا لأية هجمة إرهابية محتملة، لا سيما بعد عملية الإختطاف التي نفذتها جماعات إرهابية مسلحة بمخيم الرابوني واستهدفت ثلاثة رعايا أجانب. هذا وقد شاركت وفود من 23 دولة، من حقوقيين ومجتمع مدني وسياسيين وممثلي أحزاب يمينية أوروبية، حيث أكدت في تدخلاتها أمام الحضور مساندتها المطلقة لقضية الشعب الصحراوي وتقرير مصيره وفقا لقرارات الأممالمتحدة. هذا وتتواصل فعاليات المؤتمر ال 13 إلى غاية 19 من الشهر الجاري، حيث سيتناول المؤتمرون عدة قضايا تتعلق بالملف الصحراوي، قبل أن يختتم بانتخاب أمانة وطنية جديدة وأمين عام جديد لجبهة البوليساريو، ومن المنتظر أن يصدر بيان ختامي في نهاية أشغال المؤتمر.