أعلن رئيس البرلمان الصحراوي، خاطري الدوح، عن تمكن القوات المسلحة التابعة لجبهة البوليساريو من القبض على مجموعة من الأشخاص تكون وراء عملية الاختطاف الأخيرة التي تعرض لها ثلاثة أجانب أوروبيون في منطقة تدعى "رابوني" بمخيمات اللاّجئين الصحراويين بولاية تندوف، منذ ما يزيد عن الشهرين. وخلال ندوة صحفية نظمتها جبهة البوليساريو عشية الانطلاق الرسمي لأشغال مؤتمرها الثالث عشر بتافريتي المحررة، أكد رئيس برلمان جمهورية الصحراء الغربية أن المجموعة التي تمكنت مصالح الأمن الصحراوية من إلقاء القبض عليها تعمل لصالح تنظيم لم يكشف النقاب عن هويته لغاية اللحظة، لكن الأكيد أنه ينشط ضمن ما يعرف بالجريمة المنظمة، وذلك دون تحديد لمصير هؤلاء المختطفين. وخلال مداخلته، ذكر المتحدث أن التنظيم الذي يسمي نفسه " القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" لم يتبن عملية الاختطاف، وهو الأمر الذي جعل السلطات الصحراوية تستبعد ضلوع التنظيم الإرهابي السالف الإشارة إليه في هذه العملية. وكانت جبهة البوليساريو فرضت طوقا أمنيا على مقراتها الحكومية بمخيمات تندوف منذ أكتوبر الماضي مباشرة بعد اختطاف الثلاث أجانب من مقر إقامتهم، وذلك قصد حماية الأجانب المتواجدين بالصحراء الغربية وتندوف لأغراضٍ إنسانية وإعلامية، ومحاصرة المختطفين على جوانب منطقة "الرابوني"، حيث جرت عملية الاختطاف. من جهة أخرى انطلقت، أول من أمس، أشغال المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو ببلدة التفاريتي المحررة، ويعتبر المؤتمر أعلى هيئة في تنظيم جبهة البوليساريو، تصدر عنه قرارات ومواقف بشأن كبريات المهام في جميع ميادين الكفاح السياسية والتنظيمية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية والثقافية وغيرها. ويشارك في المؤتمر الذي ينعقد كل ثلاثة أعوام في دورة عادية قابلة للتأجيل لمرة واحدة ولمدة أقصاها سنة كل من: المناضلين المنتخبين في الندوات التحضيرية بالمخيمات، أعضاء الأمانة الوطنية للجبهة، الحكومة الصحراوية، السفراء، المسؤولين السياسيين المحليين، أعضاء الأركان العامة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي، المندوبين المنتخبين من كل ناحية عسكرية، ممثلي المنظمات الشعبية والطلابية، رؤساء البلديات المنتخبين محلياً، ومندوبين منتخبين من الجاليات الصحراوية في الخارج. ويقوم المؤتمر بتقييم المرحلة الفاصلة بين مؤتمرين ويضع برنامج عمل وطني، ويراجع نصوص القانون الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ودستور الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، كما ينتخب الأمين العام للجبهة، وكذلك أعضاء أمانتها الوطنية التي هي الهيئة القيادية المسؤولة عن تطبيق القرارات بين مؤتمرين. ومنذ تأسيسها في 10 ماي 1973، عقدت جبهة البوليساريو اثني عشر مؤتمرا، ونظرا لتمايز ظروف انعقاد المؤتمرات فيما بينها فقد كان كل مؤتمر يشكل نقطة انطلاق جديدة تتكيف مع متطلبات الوقت الذي ينعقد فيه، بشكل يتناسب مع استمرار ومواصلة الكفاح التحريري والجهود المبذولة في البناء الوطني. وإذا كان المؤتمر الأول تميز بميلاد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) واندلاع الكفاح المسلح من اجل التحرير الوطني، فإن المؤتمرات التي تلته بفاصل زمني تراوح بين الثلاث والأربع سنوات، مثلت علامات ومراحل مهمة في مسيرة الشعب الصحراوي المظفرة أمام تحديات استقلاله، كان آخرها المؤتمر ال12 الذي عقد ببلدة التفاريتي المحررة ديسمبر2007. إجماع أجنبي على ضرورة التعجيل بمنح حق تقرير المصير الجزائر.. أول الحاضرين وأبرز المدافعين وتأييد مطلق لاستقلال الصحراء أكد ممثل الجزائر في اللقاء، محمود زيدان، عضو مجلس الأمة، تمسّك البرلمان الجزائري بالعمل على فرض احترام حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال وتطبيق المواثيق واللوائح الدولية التي تنص على حقه في تقرير المصير، موضحا أن مشاركتهم إلى جانب الشعب الصحراوي هي "تجديد للعهد على مواصلة دعم كفاح الصحراويين". وجدد زيدان تأكيده على تأييد البرلمان الجزائري المطلق لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، معربا عن تمنياته بنجاح أشغال المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو. وقد أجمع جل ممثلي الوفود الأجنبية خلال مداخلاتهم في المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو، مؤتمر الشهيد المحفوظ علي بيبا الذي انطلقت أشغاله أول من أمس الخميس بمنطقة التفاريتي المحررة، على التعجيل بمنح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير والاستقلال. وعلى غرار الجزائر ممثلة في البرلمان وعدد من ممثلي الحركات الجمعوية، حضر عدة وفود رسمية عن الاتحاد الإفريقي، ووفود أخرى عن الاتحاد الأوربي، ووفود أخرى عن إسبانيا، إيطاليا، فنزويلا، كوبا وغيرها من دول العالم، وقد اتفقت مختلف المداخلات على ضرورة دعم القضية الصحراوية. سفير جنوب إفريقيا لدى الجمهورية الصحراوية: من العار أن يبقى الشعب الصحراوي محروما من حقه في تقرير المصير قال سفير جنوب إفريقيا لدى الجمهورية الصحراوية ومبعوث الرئيس جاكوب زوما إلى المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو بمنطقة التفاريتي المحررة، إنه "لمن العار وبعد عام من احتفالنا بالذكرى ال 50 لإعلان الأممالمتحدة الخاص بحق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال، أن يبقى الشعب الصحراوي محروما من حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير". وأوضح السفير الجنوب إفريقي، جوزيف كوتان، بالقول: "لن يكتمل تحرر إفريقيا حتى تنال الصحراء الغربية استقلالها"، مؤكدا باسم فخامة الرئيس زوما وشعب وحكومة جمهورية جنوب إفريقيا، تضامن ودعم بلاده الكامل للشعب الصحراوي في كفاحه العادل من أجل الحرية. وأعرب الدبلوماسي الجنوب إفريقي عن "قلقه كون المغرب يواصل احتلاله اللاشرعي لثلاثة أرباع من الصحراء الغربية، حيث يواصل استنزاف ثرواتها الطبيعية وخرق حقوق النشطاء الحقوقيين الصحراويين بشتى الأساليب، إلى جانب حرمان الصحراويين من حقوقهم وتهميشهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا". وأشار السفير كوتان إلى أن عدم حل النزاع بالصحراء الغربية، هو الذي "ساهم في إطالة عمر المأساة التي يعيشها الصحراويون الذين تم نفيهم إلى جنوب شرق الجزائر في ظروف صحراوية قاسية منذ 1975". ممثل مفوضية الاتحاد الإفريقي الاتحاد سيدعم كل قرارات المؤتمر ال 13 لجبهة البوليساريو أكد ممثل مفوضية الاتحاد الإفريقي، السيد ديالو بوبكر، في مداخلة له ألقاها خلال أشغال المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو، على دعم الاتحاد لكل القرارات التي سيتخذها المؤتمر، والتي تصب في إيجاد حل سلمي للقضية الصحراوية، مجددا عزم الاتحاد الإفريقي على مواصلة دعم جهود الحكومة والشعب الصحراوي لفك انسداد مسار التسوية بالصحراء الغربية. وعبّر المسؤول الإفريقي للسلطات الصحراوية عن دعم وتشجيع المفوضية الإفريقية للكفاح الذي تخوضه جبهة البوليساريو من أجل استكمال تحرير الصحراء الغربية، معربا عن ارتياحه لمواصلة جبهة البوليساريو تفضيل طرق الحوار بالرغم من مرور 20 سنة على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وبالرغم من عدم حصول أي تقدم ملموس ومشجع لوضع حد لهذا النزاع.