حديث عن ترحيلهم "عنوة" إلى وجهات مجهولة لإخفائهم عن الأنظار إمتنعت السلطات المغربية أمس تكريسا منها لتعنتها وفي خرق واضح للأعراف الدولية عن تسليم اللاجئين السوريين ال 42، إلى الوفد الجزائري الذي يضم ممثلين من وزارة الخارجية، سلطات ولائية وممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري، كانوا مرفوقين بممثلين من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الصليب الأحمر الدولي. وصل الوفد الجزائري إلى النقطة الحدودية المشتركة صباح أمس، لإستلام اللاجئين السوريين العالقين منذ شهرين في التراب المغربي، ليتفاجئ - وفقا لما كشفته تقارير إعلامية محلية- برفض السلطات المغربية تسليمهم، بل امتنعت عن تقديم أية معلوماتهم عن مصيرهم، ما فتح المجال للحديث عن إحتمال ترحيلهم "عنوة" إلى وجهات مجهولة من الأراضي المغربية حتّى يتواروا عن أنظار الوفد الجزائري. ما حدث أو بدر من طرف السلطات المغربية، إستغربه ممثلو البعثات الدولية المرافقة للوفد، الذين وصفوا التصرف ب "اللاإنساني"، هذا ويبقى مصير اللاجئين السوريين مجهولا في إنتظار أية مستجدات قد تكشف عنها الساعات القادمة. واقع حال يكرس جليا تعنت المخزن وإصراره في كل ملف يتعاطى فيه مع الجزائر على الإخلال بالمواثيق والأعراف الدولية المعمول بها، هذا من جهة، ويبطل من جهة أخرى كل الإتهامات المغربية القائلة في وقت سابق بأن الجزائر قامت بطرد هؤلاء اللاجئين السوريين الذين شهدوا وأكدوا في تصريحات صحفية سابقة لممثليهم أنه تم طردهم من المغرب وتشريدهم على الحدود الجزائرية. في السياق ذاته أثنى وأشاد ممثلو البعثات الدولية على الأجواء التي وفرتها الجزائر لاستقبال هؤلاء اللاجئين، على غرار طاقم طبي ونفسي لمعاينة وضعهم الصحي خاصة وأنهم قضوا أياما صعبة في الصحراء المغربية حرموا خلالها من التغذية الصحية والرعاية الطبية اللازمة، علما أن من بينهم أطفالا ونساء حوامل. هذا وقررت السلطات الجزائرية نهاية الأسبوع المنصرم ولدواعي إنسانية إحتضان وإستقبال هؤلاء الرعايا السوريين العالقين منذ ال 17 أفريل الماضي بمنطقة فكيك بالمغرب من بينهم إمرأة حامل وأطفال، بعدما رفضت سلطات الدار البيضاء إستقبالهم وأقدمت على طردهم، حيث أكد عبد العزيز بن علي الشريف،الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية، أنه تم استقبال ممثل المحافظة السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة حمدي بوخاري، بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أين تم إعلامه بقرار السلطات الجزائرية، واعتبر الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية في تصريحات صحفية أدلى بها لوكالة الأنباء يومها، هذه الالتفاتة الإنسانية الاستثنائية التي تبادر بها الجزائر والتي تراعي الوضع الصعب للغاية الذي تعاني منه هذه المجموعة نابعة من إرادتها في وضع حد لهذه الحالة في هذا الشهر الفضيل من خلال استقبال أفراد هذه المجموعة من المهاجرين السوريين على ترابها وضمان إيوائهم وتقديم العلاج الضروري لهم وتمكينهم إن أعربوا عن رغبتهم في الالتحاق بأفراد آخرين من عائلاتهم موجودين في دول أخرى في إطار لم شمل العائلات - يقول بن علي الشريف-.