بات واضحا لدى زبائن الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية "SNTF " أن هذه الأخيرة غير قادرة على التحكم الجيد في مواعيد سير القطارات في الضاحيتين الشرقية والغربية والخطوط الطويلة رغم عصرنة القطاع في السنوات الأخيرة، حيث عاشت أمس مختلف محطات القطار بالضاحية الشرقية حالة غليان كبيرة وفوضى وتسجيل حالة إغماءات وسط الكبار في السن والمرضى بسبب تأخر القطارات عن مواعيدها في الفترة الصباحية وزاد من تفاقم الوضع حدوث خلل تقني بإحدى القطارات الذي أدى إلى توقف الحركة على خط السكة للضاحية الشرقية للعاصمة لأربع ساعات من الزمن، الأمر الذي تسبب في ضجة كبيرة على مستوى المحطات التابعة للشركة ما استدعى تدخل الشرطة وأعوان الأمن الداخلي للقطارات لمنع حدوث إي شجارات أو احتجاجات. معاناة المسافرين عبر القطارات بالناحية الشرقية للعاصمة بدأت صبيحة أمس بتأخر القطار عن موعده بقرابة ساعة ونصف من الزمن، ما نتج عنه اكتظاظ كبير بكل المحطات التابعة للشركة والمتواجدة بالناحية الشرقية، حيث لم يسجل سير أي قطار منذ الساعة الثامنة ونصف صباحا إلى غاية الساعة العاشرة وربع وهو السيناريو الذي أصبح يتكرر يوميا منذ أسابيع، ليزيد من تأزم الوضع وغضب الزبائن تسجيل عطب بقطار على مستوى باب الزوار لتتوقف حركة كل القطارات إلى غاية الظهيرة الأمر الذي أثار قلق المسافرين. مسافرون حائرون في ظل غياب المعلومة رغم التأخر القياسي في مواعيد سير القطارات أمس إلا أن الشركة تجنبت إعلام زبائنها بأية معلومات تفيدهم من شأنها طمأنتهم أو توجيههم إلى وسائل نقل أخرى تفاديا لتضييع الوقت بالمحطات التابعة لها، والملاحظ أنه رغم محاولة الآلاف من الزبائن الذين كانوا على متن القطارات الخمسة التي توقفت متسلسلة على طول خط السكة الحديدية الرابط بين الدار البيضاء وواد السمار إلا أنهم لم يتلقوا أي جوابا واضحا من الأعوان الذين أكدوا من جهتهم جهلهم لأسباب توقف القطارات، مما ترك المجال لإنتشار معلومات خاطئة بين من يقول أن القطارات توقفت بسبب حادث وآخرون أشاروا إلى انقطاع التيار الكهربائي، وبين هذا وذاك بقي المسافرين عالقون بالمحطات حائرون في أمرهم، خاصة أن أغلب محطات الحافلات بعيدة عن محطات القطار. أعوان الأمن الداخلي يتصدون لمحاولات كسر زجاج القطارات حالة الغضب التي كان عليها غالبية ركاب القطارات أمس، دفعت بالبعض من الشباب إلى محاولة كسر زجاج نوافذ القطارات لولا تدخل أعوان الأمن الداخلي الذي تصدوا لتلك الاعتداءات التي اعتبروها غير مبررة، حيث تم تكثيف الرقابة الداخلية بالقطارات لمنع أية محاولات للكسر، وبدا غالبية الركاب متذمرون وعلى استعداد للقيام بأي شيء للتعبير عن غضبهم. تواجد المتسولين بعربات القطارات يثير انزعاج الزبائن إلى جانب التأخر المسجل في مواعيد سير القطارات، تساءل مستعملوها عن سبب غياب أعوان الأمن داخل عربات القطار، ما نتج عنه تواجد المتسولين الأفارقة الذين عددهم في تزايد، حيث البعض منهم يجبر الزبون على تقديم الصدقة من خلال الإلحاح عليه، فضلا عن مضايقات أخرى يتسبب فيها المتسولون وحتى الباعة المتجولين داخل عربات القطار.
ورغم التأخيرات المسجلة في مواعيد انطلاق ووصول القطارات إلى المحطات بالضاحيتين الشرقية والغربية للعاصمة وتكرارها بشكل يومي، إلا أن الزبائن يفضلون التنقل عبرها تجنبا للزحمة الكبيرة التي تشهدها الطرقات خاصة في الفترتين الصباحية والمسائية، وهم يناشدون إدارة الشركة العمل على ضبط مواعيد سير القطارات، خصوصا وأن هذه الوسيلة من النقل يعتمد عليها حوالي 80 ألف مسافر يوميا حسب الأرقام التي قدمتها الشركة مؤخرا.