اليوم الواحد والثلاثون من شهر ديسمبر من كل سنة يحتفل الكثيرون بقدوم السنة الجديدة ويتمنون أن تكون سنة خير وأمن ورخاء، إلا أن طريقة الاحتفال تختلف من شخص إلى آخر، فمنهم من يختار إقامة حفل داخل البيت ومنهم من يفضل الخروج والاستمتاع في جو أقل ما يقال عليه أن طابعه أوروبي،وتعتبر هذه المناسبة من بين المناسبات التي تحقق الأرباح المادية للكثير من أصحاب محلات بيع الحلويات والمراكز التجارية ومحلات الهدايا، ورغم أن الأسعار فيها ملتهبة حسب إجماع الزبائن الذين تحدثنا إليهم، إلا أنهم لا يجدون مانعا في اقتنائها حتى لا يحرموا أنفسهم من الاحتفال. حاولنا القيام باستطلاع حتى نرصد مختلف الآراء في هذه المناسبة، وكانت وجهتنا الأولى هي أحد المراكز التجارية ببن عكنون، والذي يستقطب الكثير من الزبائن في هذه المناسبة، خاصة وأنه يعرض أنواعا مختلفة من الشكولاطة ذات الماركات العالمية والمخصصة للاحتفال برأس السنة الميلادية، اقتربنا من «زكريا» وهو بائع في المركز والذي أكد أن الإقبال على مركزهم كبير، خاصة وأنهم قاموا بعرض أنواع معروفة من الشكولاطة التي خصصوها للمناسبة، وأن لا حديث على ألسنة أغلب الزبائن غير «الريفيو»، وأين سيقضونه، أما بالنسبة للأسعار فيقول «أكثر سلعة مطلوبة هي الشكولاطة، وتتراوح أسعار علبها ما بين 1500دينار و2500دينار حسب الحجم والنوعية»، ويضيف بأن هناك زبائن يقصدونهم لاقتناء الشكولاطة فقط ويدفعون مبالغ تفوق 8000 دينار، في حين أشار إلى أن أغلب الزبائن الذين يقتنون هذه الحلويات هم أشخاص مرتاحون ماديا، حيث يقول «أكثر الزبائن الذين يطلبون هذه المواد هم الأشخاص الذين يتمتعون بوضعية مادية ميسورة، بينما يتوجه أصحاب الدخل المحدود إلى المواد الغذائية الموجهة للاستهلاك اليومي»، أما وجهتنا الثانية فكانت محلا تجاريا بڤاريدي بالقبة والذي وضع زينة خاصة بالمناسبة بالإضافة إلى تخفيضات في الأسعار وصلت إلى 20 بالمائة، وخلال حديثنا مع أحد الباعة، أكد لنا أنهم يقومون بحشو جوف الدجاج والديك الرومي لبيعه جاهزا وما على الزبون إلا طهيه، وهو الأمر الذي يقومون به بناء على طلبات الزبائن الذين يفضلونه بهذه الطريقة، حيث يقدر سعر الدجاجة المحشوة ب700 و750 دينار، في حين يقدر سعر الديك الرومي المحشو ب1500 دينار، أما بالنسبة للطلبات، فهي تقدم للمركز قبل أربعة أيام من المناسبة حسب ذات المتحدث، والذي أكد أن إقبال الزبائن يكون بشكل خاص على الشكولاطة التي تتراوح أسعارها ما بين 700 دينار و3000دينار للعلبة بالإضافة إلى المكسرات بمختلف أنواعها و»البتيفور» و»لابيش» والكعك المملح، ناهيك عن المشروبات الغازية والعصائر. ولا يقتصر الإقبال على المراكز التجارية فقط، بل حتى القصابات التي تعرض الطبق الرئيسي بالنسبة للكثيرين في الاحتفال وهو الديك الرومي أو الدجاج، وهذا ما تأكدنا منه خلال زيارتنا لإحدى القصابات بدالي ابراهيم والتي أكد صاحبها أنه تلقى عددا كبيرا من الطلبات وصل إلى 1000 طلب من ديك رومي ودجاج ولحوم حمراء محشوة بمختلف الطرق حسب رغبة الزبون، ويضيف بأنه وضع تخفيضات على الأسعار خصيصا في هذه المناسبة حتى يجلب أكبر عدد من الزبائن، حيث يقدر سعر الديك الرومي المحشو بعد التخفيض 1500دينار، وحتى اللحوم الحمراء يقوم بحشوها وربطها ويبيعها ب1000 دينار للقطعة الواحدة.أما بالنسبة للحلويات ولابيش، فقد أكد صاحب محل حلويات بڤاريدي أنه يحرص على صنع حلوى «لابيش» بطرق مختلفة حسب ذوق الزبون، وتختلف أحجامها ومكوناتها، حيث يحصل هو أيضا على الطلبات مسبقا وعلى أساسها يقدر عدد القطع التي سيقوم بصنعها، والتي بلغت هذا العام 900 قطعة، ويضيف «لقد قمت بتزيين المحل خصيصا لهذه المناسبة، كما أن محلي معروف بنظافته، وهو الأمر الذي رفع نسبة الإقبال، كما أن أسلوبي الجيد في التعامل جعلني أستقطب الزبائن من مختلف المناطق حتى البعيدة». وتعتبر محلات بيع الهدايا وبطاقات التهنئة من بين المحلات المقصودة خلال نهاية السنة، وهو الأمر الذي لمسناه في أحد المحلات الخاصة بها في دالي ابراهيم والذي أكد عرضه لبطاقات متنوعة، خاصة بالعام الجديد وأغلفة الهدايا التي تضم رسومات لأشجار أعياد الميلاد و»بابا نوال»، وهدفه هو لفت انتباه الزبائن ويضيف «الكثير من الزبائن يطلبون مني تحضير بعض الهدايا ولفها بأسلوب جميل ليقدموها لزوجاتهم أو خطيباتهم وحتى صديقاتهم». ويبقى الاحتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية أمرا مكرسا بالنسبة للكثيرين لا يستطيعون تجاوزه رغم اختلاف الأساليب التي ينتهجونها في ذلك.