يختلف الاحتفال برأس السنة الميلادية بمجتمعنا حسب المعتقدات والميولات أيضا ونعتقد أن استقبال سنة ميلادية لا يمر دون ضجة والقصد انه حدث يطغى على حديث الناس كيفما كانوا، فالتهنئات بالعام الجديد تتوالى لأيام بعد دخوله مثلما تطول التحضيرات لاستقباله أياما قبل إطلالة. التحضيرات للعام الجديد في محلات العاصمة الجزائر تختلف بحسب النشاط التجاري لكل محل وقد اخترنا في هذا المقام الحديث عن المخابز التي اكتسبت واجهاتها في هذه الأيام الأخيرة من السنة الميلادية حلة جميلة تتشكل من تمازج ألوان الحلويات التقليدية والعصرية المتنوعة، إلى جانب قطع الشكولاطة الكثيرة ذات الأشكال المختلفة، فالمعروف أن الشكولاطة مطلوبة في مثل هذه المناسبة وطبعا يتفنن كل طاهي حسب ذوقه في تشكيل تلك الحلويات والشكولاطة التي قال عنها عامل بالمخبزة الرئيسية بشارع العقيد عميروش بالجزائر الوسطى أنها مستوحاة من قلب المناسبة المحتفل بها واضاف أن فكرة اعداد حلويات الشكولاطة لعيد رأس السنة جاء بطلب من بعض الزبائن الذين سألوا باعة مخبزة ان كانوا سيحضرونها، فكانت التجربة بمثابة الاستكشاف بالنسبة للمتحدث الذي اختار شكل الحلويات بنفسه عن طريق بحثه ببعض المجلات المتخصصة أو كتب تحضير حلويات المناسبة التي تعج بها السوق المحلية، فتوصل إلى تثبيت رؤيته على شكل بابا نويل الشخصية الرئيسية في احتفال رأس السنة التي صورته السينما الغربية بأنه حامل الهدايا المتجول بلباسه الأحمر ولحيته البيضاء الطويلة والذي ينط من منزل لآخر لتوزيع الهدايا. ومن الأشكال الأخرى هناك السنجاب والأرانب وحتى شخصيات الكرتون من عالم ديزني مثل "دونالد" البطة وهو يمتطي حصانا وهناك اشكالا أخرى كثيرة للشكولاطة السمراء والبيضاء وكريات أو أصابع محشوة بالبندق وطبعا غصن الشجرة الشهير المعروف باسم "لابوش" الذي يعرض بأحجام كثيرة وبأسعار مختلفة تخدم - حسب المتحدث - مداخيل المواطنين ويضيف انه يتوقع أن تصل ذروة البيع ليلة رأس السنة، المهم أن الحلويات باختلاف أنواعها من التقليدية إلى العصرية مرورا بحلويات الصغار المصنعة تتوج قائمة مشتريات الكثيرين قبل دخول السنة الجديدة. وقال بائع حلويات تقليدية بشارع العربي بن مهيدي أنه يصنع حلوى رأس السنة المعروفة ب "لابوش" حسب طلب الزبائن الذين يشرعون في شراءها بدءا من آخر أسبوع من شهر ديسمبر، إلى جانبها تصنع أيضا قطع الشكولاطة في شكل قطع مربعة أو "مقروطة" أو مثلثة حسب ذوق الصانع نفسه وتزين بالمكسرات منها اللوز أو البندق أو الفستق أو حتى الشكولاطة البيضاء وهذه "توابل" الاحتفال بعيد رأس السنة التي اكتسبها الجزائريون عن الثقافة الغربية التي عولمت كل شيء..ويذكر البائع من جهة أخرى الحلويات التقليدية الكثيرة والمتنوعة التي تخضع للطلب على طول السنة بما فيها المناسبات الدينية وبما أن الأول من محرم وبعده عاشوراء تزامنا مع عيد رأس السنة الميلادية الذي يتوسط المناسبتين فان الطلب يتضاعف خلال الاحتفال بهاته المناسبات وطبعا فان اختيار الجزائريين للحلويات والشكولاطة كوسيلة للاحتفال فمرده التفاؤل بحلو مذاقها، متمنين أن يكون العام الجديد وباقي المناسبات حلوة هي الأخرى..