كشف أمس، الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي، أن حزبه باشر اتصالات بأحزاب تنتمي للتيار الإسلامي لتشكيل تكتل لدخول التشريعيات المقررة شهر ماي القادم من أجل توحيد صفوف الإسلاميين والوقوف في وجه أي محاولة للتزوير. وقال ربيعي خلال إشرافه على أشغال تربص توجيهي لولايات الوسط أن حركته ترحب بتجسيد تحالف بين الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في حالة توفر الشروط الملائمة. وحول شروط المشاركة في هذا التكتل قال أمين عام النهضة هي “إبداء الأحزاب المتحالفة النية الصادقة في التعاون لمحاربة التزوير لتحقيق انتخابات تشريعية نزيهة وتسخير الجهود للدفاع عن المصالح المشتركة”، مشيرا إلى أن السياسية المنتهجة في الحركة مستمدة من المرجعية الإسلامية القائمة على إصلاح الأمور وتجسيد كلمة الشعب. وفي ذات السياق دعا ذات المتحدث إلى تشكيل لجنة مستقلة للإشراف على الإنتخابات لا يكون لها انتماء حزبي ولا تخضع لسلطة الإدارة، مشددا في نفس الوقت على ضرورة منح صلاحيات أكبر للقضاء حتى تكون الإدارة في خدمته وليس العكس. ويبدو مشروع التكتل الذي دعا إليه ربيعي صعب التجسيد في الواقع بناء على المعطيات التي تطبع حالة التيار الإسلامي في الجزائر والذي يعرف حالة تشرذم غير مسبوقة، حيث أدى فتح المجال أمام اعتماد أحزاب جديدة إلى تفريخ عدة تشكيلات جديدة محسوبة على التيار الإسلامي. ويبدو التقريب بين حركة النهضة نفسها ومؤسسها الشيخ جاب الله الذي أسس حزب العدالة والتنمية صعبا على الأقل في الوقت الراهن بحكم أن محاولات سابقة لعودته إلى قيادة الحركة باءت بالفشل، بسبب رفض تيار داخل الحزب لهذه الخطوة في مقدمتهم قيادات انشقت عنه نهاية التسعينيات رغم أن تأثيرها داخل هياكل النهضة تراجع مؤخرا. من جهة أخرى عرفت حركة الإصلاح انشطارا جديدا يضاف إلى انشقاق قياداتها عن جاب الله، حيث انقلب القادة الجدد للحزب على بعضهم في تيارين الأول يقوده حملاوي عكوشي والثاني ميلود قادري، فيما اختار الأمين العام السابق جمال بن عبد السلام إنشاء حزب جديد بشكل يجعل من لم شمل هذه القيادات تحت عباءة مشروع النهضة الجديد أمرا يشبه المستحيل. وفي الجانب الآخر يبدو التقريب بين تياري حركة الراحل نحناح وجمعهم على طاولة واحدة أمرا صعبا خصوصا بعد قرار معارضي سلطاني تأسيس حزب جديد بقيادة غريمه عبد المجيد مناصرة وكذا العملية القيصرية التي قامت بها حمس من أجل التخلص من عباءة التحالف الرئاسي، رغم أن حصيلة هذا التحالف مازالت تلقي بظلالها على أداء الحركة في السنوات الأخيرة.