يسعى التجمع الوطني الديمقراطي “الأرندي” بقيادة أحمد أويحيى لاحتواء الفراغ الذي أحدثه كل من حليفيه في التحالف الرئاسي حمس وحزب جبهة التحرير الوطني، حيث يعقد اليوم دورة مجلسه الوطني، قصد حشد قواعده والاستعداد لمواجهة الأحزاب الإسلامية في تشريعيات 2012 المقبلة، هذا في وقت يحاول الحرس القديم في الحزب لعب دور للتأثير على توجهات القيادة الحالية. ينتظر أن يعقد الأرندي المحسوب على التيار الديمقراطي في الجزائر، دورة مجلسه الوطني اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام، ووضع الحزب عملية التحضير للانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها ربيع العام 2012 ضمن أولوياته، حيث يبحث الأمين العام أحمد أويحيى رفقة إطارات الحزب سبل تعزيز مكانة الأرندي في الساحة السياسية، وإمكانية استغلال التصدعات التي تعيشها الأحزاب التي كانت بالأمس أكبر منافس له، وهي كل من حركة حمس التي انشقت إلى نصفين بعد خروج مناصرة من عباءة سلطاني وتشكيله لحزب جبهة التغيير الوطني، يضاف إليه التصدع الذي قسم ظهر حزب جبهة التحرير الوطني إلى نصفين وشتت الوعاء الانتخابي للأفلان إلى جزء في كفة الحركة التقويمية، وآخر لجناح بلخادم أمينه العام، وبين هذا وذاك، يجد الأرندي نفسه في راحة واستقرار ضمن قواعده الوطنية والولائية، ولعل تواجده كأكبر قوة سياسية في البلاد خاصة مع ترأس أمينه العام للوزارة الأولى، يعزز من حظوظه في الظفر بحصة الأسد خلال الاستحقاقات المقبلة، وسيستغل أويحيى لقاءه مع إطارات حزبه قصد شرح تحديات المرحلة الجديدة التي ستعرفها الجزائر، حيث سيجد الوزير الأول نفسه في مواجهة أحزاب جديدة منها تلك المحسوبة على التيار الإسلامي، على غرار حزب جاب الله، ومحمد السعيد، وعبد المجيد مناصرة المنشق عن حركة حمس، ويبحث أويحيى تكرار سيناريو 1997 أين حقق أغلبية مريحة في التشريعيات، غير أن الظروف الحالية قد تخلط أوراق الرجل الذي يريد طرح نفسه كبديل عن التيار الديمقراطي لمواجهة الإسلاميين وتفادي صعودهم إلى سدة الحكم كما حدث في تونس ومصر والمغرب. بين هذا وذاك تحاول أطراف محسوبة على التيار القديم داخل الأرندي للتأثير على الوضع الداخلي للحزب وفرض أنفسهم كبديل عن القيادة الحالية، غير أن الأمين العام للتجمع وضع في حساباته دور الهياكل القاعدية للحزب عبر كافة الولايات، وذلك للحفاظ على الاستقرار الذي يعيشه منذ عشر سنوات، حيث سيعقد زعيم الأرندي لقاء خاصا مع الأمناء الولائيين لشرح أهم الخطوات الواجب اتخاذها قبيل الموعد الانتخابي المنتظر.