. الربيعيعيش سكان «الشلالة» التابعة إداريا لبلدية مغراوة أقصى شرق ولاية المدية، وأكبر مداشرها على الإطلاق، تبعد عن مقر البلدية بحوالي 13 كلم، بينما تبعد عن عاصمة الولاية بأزيد من 130 كلم، حيث فاق عدد سكان القرية قبل العشرية السوداء 1500 نسمة، لكن بعد موجة الإرهاب التي اكتوت بها بلادنا هجر أزيد من ثلثي السكان إلى عدة مناطق بمدن ولاية البويرة وآخرين بمدن ولاية المدية، حيث لم يزيد عدد الصامدين في بيوتهم وقريتهم 500 نسمة. وتبدأ رحلة المعاناة بغياب المرافق العمومية التي لا تتوفر القرية سوى على مدرسة ابتدائية يطلق عليها اسم الشهيد «حسان محمد» مازالت تصارع الطبيعة من أجل البقاء، حيث بلغت من العمر حوالي 50 سنة، وحسب حديث السكان فقد تم بناؤها بداية سبعينات القرن الماضي، تتوفر على 5 قاعات، وقاعة مخصصة كمطعم، ويقطع العديد من التلاميذ مسافة 4 كلم يوميا من أجل مزاولة دراستهم، وحسب العديد من أولياء التلاميذ فإن مدير هذه المدرسة هو الذي يتكفل يوميا بتوصيل الخبز بسيارته الخاصة نظرا لبعد المسافة وموقع القرية، في حين يناشد اولياء التلاميذ السلطات المعنية بإعادة ترميم هذهالمدرسة في اقرب الآجال، وعلى صعيد آخر تتوفر القرية على قاعة علاج أقل مايقال عنها هيكل بدون روح، لا يوجد طبيب ولا الوسائل الطبية، ولا ثلاجة يحفظ فيها الدواء، يسيرها موظف واحد، هذا هو التساؤل الذي أراد السكان إيجاد إجابة له من قبل المعنيين. أما أهم مشكل يعاني منه السكان هو حالة الطريق المزرية والمهترئة، ونظرا للأهمية البالغة لهذا الطريق باعتباره همزة وصل بينهم وبين العالم الخارجي، والمتمثل في بلديتهم مغراوة، فإن إعادة تعبيده أصبح أكثر من ضروري، خاصة ونحن في فصل الشتاء، أين يزيد تهاطل الأمطار والثلوج الوضعية أكثر تعقيدا، حيث تصبح هذه القرية النائية، أكثر عزلة. وفي نفس السياق تغيب عن هذه القرية وسائل النقل والمواصلات بشكل لافت، وهذا راجع لسببين رئيسين حسب السكان، هما وعورة التضاريس وحالة الطريق المهترئة و لة عدد السكان، مما يجعل أصحاب وسائل النقل يفضلون خطوطا تدر عليهم أموالا أكثر، وهو ما جعلالسكان يستعملون دوابهم في التنقلات، في ظل غياب وسائل نقل عصرية.