انتشرت في الآونة الأخيرة عدة أمراض عضوية من بينها داء الرعاش أو كما يسميه المختصون «بمرض باركنسون» نسبة إلى مكتشفه الطبيب الإنجليزي «جيمس باركنسون»، وبعد أن كان الكثيرون يربطونه بكبار السن فقط، أصبح اليوم يمس أشخاصا من مختلف الفئات العمرية. ولمعرفة أسبابه. ارتأت السلام أن توضح ذلك من خلال محاورة هاتفية لها مع أحد الأطباء والذي كشف لنا عن آليات حدوث مرض باركنسون. يؤكد الدكتور «سمير جرباح» طبيب عام أن الرعاش مرض عصبي غالبا ما يصاب به المتقدمون في السن ما فوق الخمسينات نتيجة نقص مادة الدوبامين التي تفرزها خلايا موجودة في الدماغ بسبب تلف هذه الأخيرة، مما يؤدي إلى اضطرابات النظام الحركي، وتعود أسباب مرض الرعاش إلى عوامل جينية وذلك لوجود هذا المرض عند أحد الأقارب، كما قد يكون للسموم تأثير بالغ في الإصابة به وأيضا الالتهابات التي تصيب الجهاز العصبي. وعن أعراض الرعاش، يوضح الطبيب أن هذا المرض يبدو واضحا على المصاب من خلال حدوث رعشة في اليدين والساقين والرأس، حيث تكون الحركة لا إرادية بالإضافة إلى وجود بطء في حركة المشي، مشيرا إلى أن مريض الرعاش في هذه الحالة يكون جامدا مثل الآلة وذلك من خلال تصلب عضلاته وكذا العمود الفقري، محدثا له أوجاعا. مرض الرعاش يصيب حتى الأطفال وفي حديثه عن تفاصيل هذا المرض، أكد الطبيب أن مرض باركنسون لا يصيب كبار السن فقط، بل حتى الأطفال معرضون للإصابة به بسبب الظروف الاجتماعية المزرية التي يعاني منها الطفل كالعيش في مسكن يهدد صحة الطفل بالإضافة إلى سوء التغذية والتي تؤدي إلى نقص المغنزيوم وقد يظهر هذا المرض على الطفل بصورة واضحة، حيث نجد جسمه ضعيفا ويعاني من تساقط الأسنان. سيدات يرين أن خياطتهن في يوم عاشوراء سبب إصابتهن بالرعاش وبالرغم من التطور العلمي الذي عرفه مجتمعنا، إلا أن بعض الأفراد لازالوا يؤمنون بالخرافات والتي تمنعهم من زيارة الأطباء، حيث كانت لنا وقفة في إحدى الساحات العمومية مع عجوز متقدمة في السن مصابة برعاش في يدها، وعن سبب ذلك، قالت بأنها قامت بترقيع ملابسها في يوم عاشوراء، وبعد مدة أصيبت بهذا الرعاش، تضيف «أنا أوصي بناتي بعدم الخياطة في هذه المناسبة الدينية». أما الطاوس تقول بأن زوجها يعاني من الرعاش في يده بسبب إمساكه لطائر الخطاف في يوم عاشوراء، وتضيف «زوجي كان صغيرا لما اصطاد هذا الطائر المبارك، وأصيب فعلا بالرعاش مع تقدمه في السن». ورغم عدم ثبوت هذه الاعتقادات علميا، إلا أن البعض يبررون حالة الرعاش التي تصيبهم، وهذا ما يجعلهم يمتنعون عن زيارة الطبيب ليكشف عن السبب الحقيقي للحالة. وفي سؤالنا عن طرق علاج هذا المرض، أجاب الطبيب أنه لا يوجد دواء خاص لمرض «باركنسون»، حيث أن الأدوية التي تقدم للمريض تساعد على التخفيف من الأعراض مثل دواء «ليفودوبا» الذي يعوض مادة الدوبامين،بالإضافة إلى الدعم النفسي من خلال الاهتمام العائلي بالمريض. وفي الأخير تجدر الإشارة إلى أن الأمراض التي تصيب الإنسان لا يمكن إسنادها إلى سبب عشوائي، بل لا بد من زيارة الأطباء المختصين لمعرفة حقيقة ما يضر بصحتهم، كما أن الاهتمام بصحة الإنسان مبني على أبحاث علمية دقيقة، لذا على المريض بالرعاش زيارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة لا أن يستند على الخرافات.