أشارت بعض المصادر إلى أن العقيد معمر القذافي، يتواجد في واحة تاغرن جنوب ليبيا، بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد، حيث مخازن الأسلحة والذخيرة، وبحوزته سيولة تقدّر ب6 مليارات دولار، وسط حماية مشددة من كتيبة من الطوارق التي تكفلت بعملية تنقله وتواريه عن الأنظار. رجّحت مستشارة سابقة للزعيم الليبي الفار، معمر القذافي، في حديث لصحيفة (الراي) أن يكون العقيد مختبئاً جنوب ليبيا بالقرب من الحدود مع الجزائر وتشاد، متوقعةً أن يكون قد قام بتصفية 3 من حارساته الشخصيات التي يثق بشكل مطلق أنهن على علم بأدق تفاصيل حياته، لدرجة أنه “كان يتناول طعامه من أيديهن”. من جهة أخرى، أشارت مصادر إعلامية إلى تلقيها بيانا مقتضبا من أحد مساعدي سيف الإسلام، النجل الثاني للقذافي، عبر البريد الإلكتروني، يؤكد فيه أن القذافي وأسرته ما زالوا داخل الأراضي الليبية، لكن المساعد الذي طلب عدم تعريفه رفض الإفصاح عن مكان وجود القذافي ونجله ومساعديهما العسكريين والأمنيين، وقال بشكل مقتضب: “هم في ليبيا”، دون الكشف عن المزيد. وكان موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الموالية للقذافي، قد قال في تصريحات له مؤخرا: “أعرف بشكل كبير جدا أنه (القذافي) موجود في البلد.. هذا على وجه اليقين.. وهو في مكان آمن يحيط به رجال كثيرون مستعدون لحمايته”. وبينما قال عبد الحكيم بلحاج، رئيس المجلس العسكري في طرابلس، إن قوات الثوار الموالية للمجلس الوطني الانتقالي قد حددت مكان القذافي، من دون أن يفصح عنه، أكد مسؤولون في المجلس أول أمس، بأن موسى كوسا، وزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات الليبية الأسبق وأبرز مساعدي القذافي، اتصل بأعضاء في المجلس الانتقالي لإبلاغهم بحصوله على معلومات تؤكد أن القذافي في واحة تاغرن في أقصى نقطة حدودية لليبيا مع النيجر. وقالت مصادر عسكرية وأمنية في قيادات الثوار والمجلس الانتقالي، إن هناك شواهد على أن القذافي يتنقل ما بين الجفرة، حيث مقر هيئة أركان الجيش الليبي الموالي له، وواحة تاغرن، بحراسة بعض العناصر من قبائل الطوارق. وكشفت النقاب عن أن كتيبة من الطوارق التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة للغاية مع القذافي، إلى حد أنها منحته لقب كبير مقاتليها، تتولى حراسة القذافي وبقية أبنائه وبعض كبار مساعديه. وهذه هي المرة الأولى التي تتكشف فيها معلومات شبه دقيقة عن مكان وجود القذافي وطبيعة القوات المرافقة له، بعد هروبه من معقله الحصين في ثكنة باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس، إثر اجتياح الثوار له في الحادي والعشرين من الشهر الماضي. وكان القذافي الذي رعى على مدى العامين الماضيين عدة مفاوضات سلام بين الطوارق والقبائل المتحاربة في شمالي النيجر ومالي، قد قرر مؤخرا صرف جوازات سفر ليبية رسمية للطوارق، واعتبارهم مواطنين أصليين في بلاده. وطبقا لمعلومات خاصة ل”الشرق الأوسط”، فإن القذافي ليس موجودا كما كان يعتقد في مدينة سرت الساحلية، حيث مسقط رأسه، كما أنه غير موجود في مدينة بني وليد التي شهدت المفاوضات التي جرت بشأن تسليمها بين شيوخ القبائل وقيادات الثوار، انهيارا متوقعا.