بات مؤكدا ميدانيا بعد تمكن متمردي الطوارق من إسقاط طائرة عسكرية مالية، بأن تنظيم القاعدة المدعم للمتمردين، يحوز على صواريخ مضادة للطائرات، والتي وصلت إليه عبر مافيا تهريب السلاح والمخدرات بعد صفقات تمت على التراب الليبي، والغريب في الأمر أنها تمت تحت أعين طائرات حلف الناتو التي كانت تراقب المجال الجوي الليبي، هذا الأمر الذي بات يثير الشكوك حول من يقف وراء تمكن عناصر القاعدة من استعمال هذا النوع من الصواريخ ذات التقنية العالية، وتوجيهه لتهديد أمن المنطقة. زادت مخاوف دول الميدان بمنطقة الساحل من انتشار الصواريخ المضادة للطائرات المدنية مباشرة بعد إعلان متمردي الطوارق لحركة تحرير أزواد إسقاطها لطائرة عسكرية مالية من نوع ميڤ 21، وما يعزز من هذه المخاوف وفقا للمعطيات على الأرض، هو وصول الأسلحة المضادة للطائرات إلى المتمردين بعد ورود أنباء عن دعم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الصحراء للمتمردين الأزواد، والمرجح هو تسليم كمية من الصواريخ للمتمردين وتدريبهم عليها، هذا ما يؤكد من جهة أخرى الاحتمال الوارد بشأن شراء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لصواريخ محمولة أرض- جو من ليبيا، والتي كانت أكدته في إحدى بياناتها السابقة عندما أعلنت استفادتها من كميات من الأسلحة خلال تأزم الوضع في ليبيا، لكن كيف حصلت على السلاح وبالأخص الصواريخ المضادة للطائرات، هذا الأمر اتضح بأن من ورائه عدة أطراف ساهمت في إيصال السلاح للقاعدة بهدف إشعال منطقة المغرب العربي والساحل، فالتقارير الأمنية أثبتت حصول صفقات بيع السلاح تمت بين مافيا تهريب المخدرات والأسلحة، لكن الأمر المثير للشك هو أن الصفقات تمت فوق التراب الليبي الذي كان مجاله الجوي تحت سيطرة طائرات حلف الناتو، ما يعني بشكل أو بآخر تواطؤ أجنبي مفضوح من أجل تسهيل وصول السلاح للقاعدة، كما أن الصواريخ التي اشتراها التنظيم الإرهابي تم تمريرها إلى الصحراء عبر التراب الليبي. أطراف غربية تدعم القاعدة بتقنيات استعمال الصواريخ لإشعال منطقة الساحل ما يزيد من إمكانية تورط جهات أجنبية في دعم القاعدة لإشعال منطقة الساحل وتهديد أمنها، هو احتمال تلقي عناصر التنظيم لتدريب عالي المستوى لاستعمال الصواريخ أرض جو التي حصل عليها والتي بإمكانها إصابة أهداف بعيدة المدى، لكن المعروف أن مقاتلي القاعدة لهم خبرة محدودة في استعمال مثل هذه الأسلحة، وهذا ما أكده الخبير الموريتاني إبراهيم ولد البار الذي قلل من قدرة التنظيم على إصابة أهداف بعيدة أو طائرات في الأجواء «فذلك أمر مستبعد نظرا لطبيعة الأسلحة نفسها»، لكنه بالمقابل أكد على إمكانية تشكل الأسلحة التي حصل عليها التنظيم الإرهابي من ليبيا خطرا على المنطقة، هذا التخوف تحدث عنه وزير الخارجية المالي سوميلو بوباي ميغا في اجتماع وزراء خارجية دول الساحل بنواكشوط الثلاثاء 24 جانفي، حيث حذر الوزير من خطورة الوضع في منطقة الساحل إثر الحرب في ليبيا والتي ساعدت في انتشار كميات كبيرة من الأسلحة في أوساط الإجرام والإرهاب، وساهمت المخاوف في قيام شركات نقل المسافرين بتغيير خطوط مسار رحلاتها التي تعبر أجواء الصحراء الكبرى لتفادي صواريخ القاعدة، بعد صدور تقارير أمنية تؤكد وجود تهديدات من القاعدة لضرب الطائرات المدنية التي تحلق فوق الصحراء الكبرى، لكن بعض شركات الطيران الغربية أعلنت عن تجهيز طائراتها بتقنية عسكرية قتالية أمريكية تستخدم الليزر للتشويش على الصواريخ التي تتعقب الحرارة، حسب ما ذكرته صحيفة لوموند الفرنسية، كما أشارت إلى أن بعض الشركات الجوية عمدت إلى تجهيز الطائرات بأنظمة رادار يمكنها اكتشاف الصواريخ أثناء انطلاقها وأمرت طياريها بالتحليق على ارتفاعات عالية.