اجتاز عشرات المسلحين المنضوين تحت لواء تنظيم ما يعرف بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، الحدود المالية نحو موريتانيا، محملين بكميات ضخمة من الأسلحة الثقيلة لتخزينها في غاباتها إلى حين اشتعال نار الحرب في منطقة الساحل الصحراوي التي أجمع الخبراء في المجال الأمني أنها أضحت خزانا للبارود. واختارت الجماعات الإرهابية المنطقة بعد قيام عناصرها بعمليات استكشاف خلال الأسابيع القليلة الماضية. أدخل التنظيم الإرهابي النشط شمال مالي أكثر من مئة عربة تحمل أسلحة ثقيلة ومئات المقاتلين إلى غابات “واغادو” شمال غرب مدينة “تامبوكتو” المالية على مقربة من الحدود الموريتانية، بعدما أرسلوا ما يعرف ب “الكشافين “ الذين يفتشون عن الأماكن الصالحة لتخزين الأسلحة التي تم شراؤها من مافيا التهريب التي أمنتها من مستودعات القذافي ممثلة في كل من صواريخ “سام 7” و”سام 5” وصواريخ “إس أي9” المضادة للطائرات وصواريخ “ستنغر” و”غراد” وراجمات الصواريخ و”آربي جي” والقنابل والمتفجرات، وملايين من قطع سلاح “كلاشنيكوف”، و”بي كا”، و”دوشكا”، و”14.5” و”12.7”، وغيرها من أنواع الأسلحة، فضلا عن كميات ضخمة من الذخيرة، والذين فتحوا سوقا تنذر بحرب محتملة لا يمنع من وقوعها إلا تخوف الأطراف المتصارعة من بعضها البعض ممثلة في كل من إرهابي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة المتمردين الطوارق، وكذلك عصابات التهريب المنتشرة هناك. وحسب خبراء الشأن الأمني فإن الجيش الموريتاني تمكن من ملاحقة “الكشافين” في جوان الفارط وهم العارفون بخبايا الصحراء وأغلبهم منضوون تحت لواء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أما الآخرون فيقدمون خدماتهم لمن يدفع لهم أكثر لكنهم تمكنوا من العودة مع عشرات الإرهابيين وبحوزتهم أسلحة مدمرة خاصة وأن الجيش لم يتأكد من حقيقة امتلاك المسلحين لصواريخ “سكود” بعيدة المدى وكميات من غاز الخردل وبعض الأسلحة الكيميائية، وهي الصواريخ والأسلحة التي كان نظام القذافي يمتلك تِرسانة كبيرة منها. للإشارة، تحولت حدود ليبيا مع الجزائر ومالي والنيجر إلى نقاط عبور للأسلحة الخفيفة والثقيلة التي اختلفت طُرق الحصول عليها وآليات نقلها إلى الصحراء. وتقوم دلائل عديدة على أن إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أرسلت في بداية الصراع في ليبيا عناصر تابعين لها للقتال ضد القذافي، لكنها سرعان ما عدلت عن القتال إلى جانب الثوار بعد تدخل حلف شمال الأطلسي لصالحهم، وإعلان الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الغربية دعمها لهم، فتحولت مهمة عناصر التنظيم إلى جمع الأسلحة عبر شرائها ونهبها من المخازن، وتهريبها إلى الصحراء، في وقت تشهد فيه منطقة أزواد شمال مالي وآيير في شمال النيجر حركة غير عادية للعربات المصفَّحة والسيارات العابرة للصحاري القادمة من ليبيا قادمة من مناطق أوباري وغدامس وسبها في جنوب ليبيا.