اعتبر وزير الخارجية مراد مدلسي موقف الجزائر من الأزمة الدامية في سوريا موقفا يقوم على الحوار وإيجاد تسوية لا تخرج عن إطار الجامعة العربية، منددا بسلوك حرق العلم الجزائري من طرف المعارضة السورية بمدينة حمص. وقال مدلسي خلال الندوة الصحفية المشتركة مع وزير الخارجية الإسباني الذي يقوم منذ الأمس بزيارة عمل للجزائر، إن الواقفين وراء حرق الراية الجزائرية بسوريا يجهلون الموقف الجزائري الرسمي من الأزمة السورية، وهو الموقف الذي قال عنه إنه يقوم على تشجيع الحوار ونبذ العنف ورفض إخراج الملف من بيت الجامعة العربية. ونفى مدلسي ما نقلته أوساط إعلامية بشأن اتهامه وزير خارجية قطر بتفكيك الوحدة العربية، معتبرا الأمر اتهامات بعيدة عن شيم الدبلوماسية الجزائرية العريقة. وبشأن ملف الحرب على الإرهاب التي تقوده الجزائر بالتعاون والتنسيق بين دول الميدان بالساحل الإفريقي، جدد مدلسي رفض الجزائر للتدخل الأجنبي في هذه الحرب باستثناء ما تعلق بتبادل المعلومات، مطالبا بهذا الخصوص وزير الخارجية الإسباني بالإسراع في تسليم الرعايا الأوروبيين الذين اختطفتهم عناصر القاعدة في مخيم الرابوني للاجئين الصحراويين بتيندوف. وتناول الوزير مدلسي في ندوته رفقة نظيره الإسباني أمس، موضوع اتفاقيات التبادل الجمركي بين الجزائر والإتحاد الأوروبي، مؤكدا استمرار المفاوضات وتفاؤل الجزائر بأن تصل هذه المفاوضات إلى نتائج إيجابية لتوسيع نطاق تواجد المنتوج الجزائري. من جهته رئيس الدبلوماسية الإسبانية تناول موضوع العلاقات الثنائية بين الجزائر ومدريد وسبل تعزيزها كاشفا عن قمة ثنائية رفيعة المستوى ستعقد بالجزائر ومن المزمع أن يحضرها 17 وزيرا إسبانيا في مختلف القطاعات الاقتصادية، وهي القمة التي تعكف الحكومة الإسبانية على تحضيرها. وعاد الوزير الإسباني للشؤون الخارجية للقضية الصحراوية مؤكدا تأييد بلاده للحل السياسي للملف الصحراوي تحت راية الأممالمتحدة. ولفت وزير خارجية إسبانيا في سياق آخر لتراجع مستويات الهجرة غير الشرعية نحو إسبانيا ومختلف بلدان أوروبا بأكثر من 49 بالمائة.