تتميز واحة أقصى الجنوب بولاية إليزي ذات الخصوصيات الطبيعية بجملة من العادات والتقاليد التي لاتزال أصولها ضاربة في عمق التاريخ ولم يمحها مرور الزمن وما ساعد على هذا وجود العديد من الناس الذين أخذوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على الإرث الثقافي في عدة مجالات منها الصناعات التقليدية المختلفة من أوان، زرابي وحتى الألبسة التقليدية. لايزال اللباس التقليدي الوجه الذي يمثل تاريخ كل ولاية ويعكس ما تزخر به من خلال تلك الأشكال والرسومات المنتشرة في القماش الذي تصنع منه تلك الملابس هذا ما أكدته أوهيب سعيدة من ولاية إليزي والتي احترفت خياطة اللباس التقليدي الصحراوي الموجه للمرأة والرجل أيضا، سعيدة سبق وأن التقينا بها بأحد المعارض، أين قطعت مسافة كبيرة بهدف التعريف بمنتوجاتها التقليدية والمتمثلة في اللباس الصحراوي عموما والإليزي خصوصا، حيث تؤكد أن هذه الألبسة يتم استعمالها خلال المناسبات والأفراح على اعتبار أن ولاية اليزي لها خصوصيات تميز أفراحها ومنها اختلاف وتعدد الأزياء التي تلبسها العروس الصحراوية ليلة زفافها وهو عكس ما يشاع أن الألبسة التقليدية الصحراوية أقل تنوعا وأن العروس الصحراوية لا ترتدي في «تصديرتها» الكثير كما هو شائع في بعض المناطق تقول سعيدة أن اللباس التقليدي المميز لمنطقة اليزي غاية في الأناقة يزيد المرأة جمالا وهو يتكون من عدة قطع منها «اللحاف» الذي يوضع فوق رأسها والفستان الرئيسي ويعرف اللباس التقليدي الأول الذي ترتديه العروس ب»قبروكبا»والذي يرفق بمختلف المجوهرات الفضية التي تتميز هي الأخرى بقطع المرجان التي تتوسط أو حتى تنتشر في محيط القطعة الفضية من سلاسل، أقراط وغيرها، ثم يليه لباس آخر يعرف ب»الخباية» أو «تكمسي» الذي تحرص العروس على ارتداءه بالإضافة إلى بعض الألبسة الأخرى التي تشترك فيها كل النساء الصحراويات. أما بالنسبة للرجل فعادة ما يكون لباسه مقسم على ثلاثة أقسام، أهمها غطاء الرأس إضافة إلى اللباس العلوي الذي يعرف _»بالتكّة« والتي يتم صنعها من الكتان، وقد يتخذ عدة ألوان، أما القطعة الثالثة فهي السروال، إذ يشتهر الرجل الإليزي كغيره من الصحراويين والمعروف ب»السروال الترقي» أو ما يعرف في المنطقة ب»إكربي» الذي يكون عريضا، حيث تؤكد سعيدة أن تصميم السروال كان انطلاقا من طبيعة البيئة التي يعيش فيها الرجل الصحراوي، حيث أن شكل السروال يمكنه من السفر والتنقل بسهولة ويكون مريحا له إضافة إلى حذاء من الجلد، كما تعود الرجل في مناطق من اليزي أن يحمل سيفه معه في احتفالات عرسه كدليل على الشجاعة والفحولة.