أشارت مصادر ذات صلة بالشأن الأمني أن تفجيرات تمنراست السبت الماضي دعت إلى إعادة النظر في المخطط الأمني بالمناطق الجنوبية، حيث ستعمل الجزائر على تعزيز تواجد الجيش الجزائري على الحدود الجنوبية والجنوبية الشرقية، وتفيد المعلومات المتوفرة بأن المخطط الجديد سيعمل على تكثيف الرقابة وعمليات التمشيط والعمل الاستعلاماتي لقطع الطريق على مافيا تهريب السلاح . حسب ذات المصادر، فإن القوات الأمنية الجزائرية ستعزز من تواجدها بالجنوب الجزائري وخاصة بالمواقع الحدودية وأبراج المداخل على الحدود مع مالي، وموريتانيا والنيجر وكذا ليبيا، وهذا يأتي في إطار محاربة مافيا تهريب الأسلحة والمتفجرات عبر الصحراء نحو الجزائر، وفي هذا الجانب، ستعزز أفراد أبراج المراقبة بالمداخل وكذا تعزيز تأمين الرقابة بالمقرات الأمنية بالولايات الجنوبية خاصة منها الواقعة بالجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية على الحدود مع ليبيا، كما يهدف المخطط الأمني الجديد لتفعيل العمل الاستخباراتي وإقامة الكمائن وعمليات التمشيط بأهم النقاط التي يمكن أن تكون مناطق عبور مافيا تهريب السلاح والمخدرات، وهذا لإحباط محاولات التوغل داخل التراب الجزائري في ظل التوتر الحاصل في الساحل بسبب الأزمة بين الحكومة المالية وحركة الأزواد. كما يهدف المخطط لتعزيز تأمين الحدود الجزائرية الموريتانية التي شهدت عمليات للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي آخرها اختطاف الرهائن الأوروبيين من مخيمات اللاجئين بتندوف واحتجازهم من قبل عناصر ما يعرف بإمارة الصحراء التي يديرها الإرهابي «أبو علقمة» المعين حديثا من قبل دروكدال. وفي سياق ذي صلة، تحاول أطراف خارجية على غرار فرنسا والمخزن التأثير على الدور الجزائري الذي تلعبه في استقرار المنطقة أمنيا، ويرجح أن تكون جهات أجنبية قد سهلت دخول المتفجرات والصواريخ من ليبيا نحو الصحراء الكبرى مرورا عبر الحدود الجزائرية، حيث سهلت هذه الأطراف بشكل أو بآخر في تسهيل مهمة مافيا تهريب السلاح لخلق مزيد من التوتر في وقت كانت طائرات الناتو تراقب الأجواء الليبية، ما يشير إلى تواطؤ هذا الأخير في وصول الأسلحة لتنظيم القاعدة والمتمردين الأزواد، ومن جهة أخرى، محاولات المخزن توظيف فرضية تنسيق جبهة البوليساريو مع عناصر دروكدال لتسهيل خطف الرهائن الأوروبيين، بهدف توريط الجزائر في القضية. وتجدر الإشارة إلى أن الهجمة الانتحارية التي استهدفت مقرا للدرك الوطني بتمنراست يوم السبت تسببت في إحداث خسائر مادية جسيمة للبنى التحتية لهذا المقر، كما خلفت جرحى في صفوف الدرك، وهو الأمر الذي فرض اتخاذ تدابير إضافية لمواجهة الخطر الإرهابي بالمناطق الجنوبية وتكثيف التواجد الأمني بها.