رد أمس وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية على الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اتهم المجاهدين بارتكاب أعمال وحشية خلال الثورة التحريرية، وقال إن جيش التحرير الوطني كان يدافع عن أرضه في وجه جرائم الإستعمار ولا مجال لمقارنته بالجيش الفرنسي. وأكد ولد قابلية على هامش مؤتمر منظمة المجاهدين قائلا إن المجاهدين الجزائريين لم يرتكبوا جرائم بالمعنى الذي يتصوره الرئيس الفرنسي والعنف الأكبر خلال الحرب التحريرية جاء من الطرف الاستعماري. وأضاف الوزير «ما قام به المجاهدون يعتبر رد فعل على جرائم الاستعمار الفظيعة ولهم كل الشرعية في ذلك». وكان الرئيس الفرنسي أكد الأسبوع الماضي في خضم الحملة الانتخابية لافتكاك عهدة ثانية، أن فرنسا لا يمكن أن تعتذر عن قيامها بحرب الجزائر التي شهدت تجاوزات وأعمالا وحشية من الطرفين، في إشارة منه إلى أن جيش التحرير يتحمل جزءا من المسؤولية في ذلك. وأوضح ساركوزي في مقابلة مع صحيفة «نيس ماتان» أن الطرفين (المجاهدون والجيش الفرنسي) ارتكبوا تجاوزات وأعمالا وحشية. وأكد وزير الداخلية أن الفرنسيين كانوا يقولون إنهم متحضرون وجاؤوا لينشروا الحضارة بين هذا الشعب، ولكن خلال الحرب جاء العنف الأكبر منهم. وكثف ساركوزي وهو الرئيس المرشح في فرنسا من هجوماته في الآونة الأخيرة تجاه المهاجرين وحتى انتقاد مطالب الإعتذار عن جرائم الإستعمار والتي رفضها جملة وتفصيلا في مسعى لكسب ود اليمين المتطرف في فرنسا، بعد أن أكدت استطلاعات الرأي الأخيرة أن الاشتراكي فرانسوا هولاند يتقدمه من حيث القبول في الشارع على بعد أيام من الإنتخابات الرئاسية المقررة شهر أفريل القادم.