دعا محمد السعيد رئيس حزب الحرية والعدالة في تجمع شعبي ببودواو ببومرداس أمس، إلى تجند الشعب يوم 10 ماي المقبل للتصويت لصالح التغيير، وطالب بالمقابل بضرورة أن تحاسب السلطة نفسها على 50 سنة من حكم الجزائر، كما التمس من الجزائريين إعطاء الأحزاب الجديدة فرصتها في الميدان قبل الحكم عليها. عاد محمد السعيد في كلمته أمام مناضلي حزبه ببودواو إلى أسباب ظهور حزبه والعراقيل التي واجهها قبل حصوله على الاعتماد، حيث أشار إلى محاولات لثبط عزيمته في دخول اللعبة السياسية، هذه الأخيرة عاد إليها الرجل من أجل التغيير الذي قال أنه سبق لرياح التغيير في تونس والبلدان العربية الأخرى، وأردف في ذات السياق قائلا »شعاري السابق التغيير الآن وليس غدا«، والأوضاع في الجزائر تستدعي التغيير خاصة إذا ما نظرنا إلى عدد الاحتجاجات اليومية عبر مختلف مناطق الوطن على مدار السنة، أما عن ما يبحث عنه حزبه فهو الكفاءات التي تؤمن بالتغيير لمصلحة الشعب مع نكران الذات في سبيل ذلك. وعن ظاهرة العزوف الانتخابي وسط الجزائريين أكد المتحدث أن سببها تماطل السلطة والطبقة السياسة عامة في الاستجابة لمطالب الشعب بجدية، وينم ذلك عن فشل السياسيين في النزول إلى الشارع، ويجدر بالسلطة في الجزائر حسب محمد السعيد أن تقيم مسيرة حكم خمسين سنة من الاستقلال، حيث اتسمت المرحلة بعدم استقرار المؤسسات وغياب أية محاسبة للمسؤولين السابقين برغم ما ثبت من تبديد لأموال الشعب، وعرج مرشح الرئاسيات سابقا للحديث عن الاقتصاد الجزائري مقارنا إياه بإقتصادات بعض الدول النامية على غرار تركيا وماليزيا، فبرأيه لا يعقل أن الجزائر التي بها بترول وغاز لا تصل إلى مصاف هذه الدول التي وجدت مكانا لها وسط المنظومة الاقتصادية العالمية، وسر نجاحها هو محاربتها للفساد والرشوة، والاعتماد على الكفاءات النزيهة، لذلك لكي تنجح الجزائر في التغيير، وجب وفقا لمحمد السعيد أن تتغير الذهنيات واعتماد أسلوب جديد لمخاطبة الشعب بكل صراحة، وأحسن نموذج على الحكم الصريح هو الرئيس بومدين الذي كان قريبا من كل فئات الشعب ما أكسبه ثقتهم، هذا وكان لمحمد السعيد نقاش مع مناضلي حزبه ببودواو الذين تساءلوا عن كثرة الأحزاب والفائدة من عددها وهل هي في خدمة الشعب أم السلطة، فكان رده أن يترك لهذه التشكيلات السياسية الجديدة الفرصة لإثبات مصداقيتها في الميدان، كما حث جل المواطنين للتصويت يوم 10 ماي المقبل كي يبد التغيير الفعلي.