تشير الإحصائيات الخاصة بالديوان الوطني لمكافحة المخدرات،إلى تسجيل سبعة آلاف حالة إدمان جديدة للمخدرات،تترواح أعمارهم بين 11 و34 سنة،ليصل العدد إلى 300 ألف حالة إدمان على المخدرات،حيث تشهد ظاهرة تعاطي المخدرات والمتاجرة بها انتشارا مخيفا في أوساط الشباب،لا سيما عند فئة البطالين منهم،إلا أن الظاهرة تأخذ منحى آخر بفعل انتشارها في المحيط المدرسي؛ حيث تشير الإحصائيات التي تم تقديمها من طرف الديوان الوطني لمكافحة المخدرات،إلى أن نصف التلاميذ الذين يدرسون في الطور الثانوي يتعاطون المخدرات! ولاتزال أسباب المخدرات معروفة لدى العام والخاص،وهي تتجلى في العموم في التفكك الأسري،والحالة الاقتصادية،وتأثير المحيط،وأخذ بعض الأدوية المخدّرة دون استشارة طبية،إضافة إلى أهم الأسباب التي قد يغفل عنها البعض،وهي الفضول وحب الاستطلاع وكذا اعتقاد بعض الشباب بوجود علاقة بين المخدرات وتقوية الرغبة الجنسية. الجمعيات حاضرة بقوة خلال الحملات التحسيسية الوضعية عجّلت باستنفار كل فئات المجتمع المدني من أجل وضع برنامج ميداني متكامل يشمل كافة القطاعات،لا سيما القطاع التربوي للتحسيس بهذا الخطر الذي لم يعد يحدّق بالكبار فقط بل حتى بأطفال المدارس،الذين يُعدون ضحايا سهلة؛ كون الطفل لا يستطيع التمييز بين الصالح والطالح؛ مما يتطلب تضافر الجهود من أجل إيجاد الحلول الناجعة،وهو ما جُسّد مؤخرا من خلال القافلات التوعوية التي تشترك فيها عدة أطراف من المديرية العامة للأمن الوطني والحماية المدنية ومديرية الشباب والرياضة،إضافة إلى الجمعيات المتخصصة في الوقاية من هذه الآفة من خلال إبراز مخاطرها. حافلات متنقلة جابت أحياء العاصمة وتقربت من الشباب المدمنين المنظمة الوطنية لجمعيات رعاية الشباب من بين حركات المجتمع المدني التي بذلت مجهودات كبيرة من أجل حماية الشباب من آفة المخدرات؛ من خلال مشاركتها في كل العمليات التوعوية،المنظَّمة التي تضم طاقما طبيا؛ من مربين ورجال القانون وأخصائيين نفسانيين سبق لها وأن سطرت برنامجا بالاشتراك مع المديرية العامة للأمن الوطني؛ من خلال مخطط الوقاية الجوارية من المخدرات،حيث تم تنصيب ثلاث حافلات مجهَّزة على شكل مستشفيات متنقلة مجهَّزة بفرق طبية،وأخصائيين في علم النفس،حيث تم التقرب من الشباب لمعرفة أسباب إدامنهم وإقناعهم بضرورة خضوعهم للعلاج،إذ كان التوجه إلى الشباب وعدم انتظار مجيئهم من تلقاء أنفسهم،يهدف إلى التعجيل بالعلاج،كما أن الحافلات التي تم استحداثها لعبت دورا فعالا على مستوى الأحياء الشعبية بالعاصمة،على غرار الحراش وبئر توتة وبوزيعة وباب الواد والدويرة والدار البيضاء وحسين داي والقبة،في انتظار أن يتم تعميمها عبر كافة الولايات. ويجدر الذكر بأن المنظمة الوطنية لرعاية جمعيات الشباب تعمل بالتنسيق مع مركز العلاج النفسي والوقاية الجوارية بالمحمدية،الذي يتكفل بمهمة استقبال الشباب والإشراف على علاجهم.