لم يعد الفشل في التسيير وضعف التحكم في مفاصل الولاية تيسمسيلت يقتصر اليوم على الاستراتيجيات المنتهجة والملفات الكبرى بل أصبح يمس أبسط العمليات والحسابات التي تعد في الأساس اللبنات المهمة في عمليتي التخطيط و البناء التنموي وتطويره وإلا كيف يفسر على سبيل المثال لا الحصر فشل وإخفاق بعض البلديات في إحصاء مواطنيها المعوزين ولنا هنا أن نتصور مثلا بلدية مثل اليوسفية التي يكاد معظم سكانها يصنفون في خانة ''معوز'' تؤكد الأرقام الرسمية الواردة منها أن عدد المعوزين فيها يساوي الصفر والأمر ذاته تقريبا يتكرر في حوالي 7 بلديات أخرى ، هذه الحقيقة أعلن عنها في منبر رسمي وهو الاجتماعي التنفيذي الولائي الذي يضم مدراء القطاع ورؤساء الدوائر والوالي والأمين العام للولاية الذي انعقد الأسبوع الماضي والذي خصص لدراسة ملفي الصحة والشؤون الاجتماعية حسب ما تسرب لأن الصحافة وكالعادة غيبت فيه باستثناء ''الراديو'' وبرأي العارفين فان الفشل حتى في إحصاء المعوزين ينم في الواقع عن حالة غياب واستهتار ووهن أصاب التسيير في هذه الولاية التي فقدت في رأي البعض من المتابعين الكثير من الحزم والصرامة عامل لا يشجع ولا يساهم في نجاح مختلف الاستثمارات وتطوير الحياة العامة للناس ولئن تتوفر الولاية على أموال وبرامج كبيرة وطموحة إلا انعكاساتها المباشرة على معيشة المواطنين تتطلب بالأساس الدقة في المعطيات والمتابعة الصارمة والمسئولة على كل المستويات فقطاع المعوزين في ولاية تيسمسيلت الذي باتت دوائره تتوسع سواء في الريف أو في المناطق الحضرية لأسباب وعوامل كثيرة يتطلب من المسئولين مجهودات كبيرة وإستراتيجية سليمة تنطلق من معرفة وإحصاء هذه الفئة إحصاء دقيقا وشاملا أوضاعها الاجتماعية . محمد دندان