أحبّكِ ... هذا رصاصي الأخيرْ فلم يترك الوقت للنّص مأدبة أو خيالا سكبت كثيرا من الغيم بين القبائلِ ثمّ أتيتكِ هذي عطاشي و تلك المحابر ذابت سؤالا أحبُّكِ ... إني وشمت على طلقات الغياب منازل روحي و جئتك أنزف ليلا و أهفو ظلالا خسرت حروب الدفاع عن الوطن المستحيلِ تمزَّقت ُ بيني و بيني فناصرت بعضي و عاديت بعضي و بعضي الفريد بكى حرقة و ابتهالا أحبُّك ... يسألني ناسك الحيِّ عن طائرِ كلَّما صعد الأفقَ زاد النهار اكتمالا عن امرأة نثرت عطرها في الشتات و غابت عن النَّاي ، كان يغازل هذي النوافذ َ أي غناء سواه يشدُّ إليه الندامى الرحال أحبُّك... ضاقت الأرض ، ما من بلادٍ سأروي لها كيف كنت يقينا و كيف غدوت على شرفات المتاه احتمالا أحبُّكِ ... جنوب من اللّيل يأكل لحمي و لوح قديم يؤجِّل موتي و حمحمة خيل أبي في تمام الحداثة تروي السّجالا أحبُّك .. يقتات منّي الخرابُ و تأوي إلي القناديلُ و الشّرفات تقُصُ عنادلها مدنا أو سلالا أحبُّك .. منذ الغواية منذ حملت على كتفي رحل كلَّ غريب تسكَّعتُ ... منفى فمنفى بقيت أجرُّ إلي عصوري و أحضن موتايَ ، أهتف فيهم و أشكو للمراجع حزنا ظل خبزا و حالا أحبُّكِ ... يهطل اسمك شارعا ، قدما و ندامى و لي إخوة كلما صوّبوا طلقة كنت على شرفات القبائل نايا يناجي الحماما أنا من قديم العروبة ، أحمل أسفارها مرة كنت زنديقها ..كم رميت مناسكها بالهزال ... و كم مرّة كنت فيها إماما. أحبك ... ينتصف البحر و الرّمل و الحزن تذوي عروش الطفولة ، من ذا يقشّر لوز الحنين ومن ذا يعدّ المنازل و الشاي ... نهرٌّ من الطين يمضغني ورؤاي و نائحة الدّهر تطوي الخياما صباح العساكر يا بلدي ... كم شهيدا سأعدّه كي أصعد الآن قامة كم عصا سأهشّ بها رجّتي و الختاما أحبك ... رغوة هذي الأماكن أنت ، و أنت أهازيج بدو إذا ما أناخوا رحالهم يتعقّبهم عاشق أفردته الفيافي فلا الرمل كان دليلا و لا البدر كان تماما أحبك ... و أعرف كم سأحبك ... و حدي أسامر وجهي على شرفات الصبابة و إلى جانبي الموت يحصي منازله في " العراق " و " ليبيا " و كنت على هامش الموت أروي ربابة كل هذا الخراب و ما زلت أحيا و ما زلت أحملني قمرا في البوادي و منتجعا للّذين لا نهار لهم و ذاكرة لرمل فقير أو كتابا أحبك ... هذا فراغ الأماكنِ ... أنت الحضورُ الذي لا يغيب و أنت مراجع روحي التي قد طويت ، و التي سأطوي شوارعها بابا فبابا . أمحمد زابور