تعتبر الزاوية الطاهرية ببلدية "سلمانة" من بين أحد أقدم وأهم الدواوين وكتاتيب تعلم القرآن عبر ولاية الجلفة فقد تخرج منها المئات بل الآلاف منذ الحقبة الاستدمارية إلى اليوم حيث بقيت قلعة شاهدة على تعاقب الأجيال من حفظة القرآن وورثة الأنبياء إلا أن ذلك لم يشفع لها ولمكانتها أن ترقي إلى مصاف الزوايا الراقية. فقد أصبحت مرتعا لمصب وادي مسعد حيث الروائح الكريهة والأوبئة والقاذورات التي يحملها الوادي من مسعد شمالا إلى "القاهرة" جنوبا أين يتوقف قطار أنابيب القذارة مسببا بذلك كارثة صحية نتيجة الانعكاسات الصحية التي يفرزها الوادي على سكان الزاوية وطلبة القرآن داخل حرمهم "الطوبي" إن صح التعبير كون حجراتهم لازالت مبنية بالتراب والطوب ومنذ زمن الاستدمار الذي يعرف مكانة الزاوية وقداستها ومدى أهميتها في محاربة ونشر تعاليم الدين السمحاء ناهيك عن استعمال الشموع والدلاء لانعدام الكهرباء هذا وفي رسالة تلقت جريدة "صوت الجلفة" الإلكترونية نسخة منها تسرد مدى المأساة التي يحياها الأهالي وخاصة الطلاب وكبار المشايخ وأزواج وأبناء العلماء أمثال أحفاد سي عبد الرحمان بن الطاهر وسي محمد وغيرهم والذين يبقون تحت رحمة الهواء الملوث والأوساخ والروائح الكريهة المنبعثة من مصب الوادي والذي وضعت له سلطات بلدية مسعد أنابيب على طول أزيد من 6 كم لتنتهي بالقرب من الزاوية أين تضخ قنوات الصرف الصحي الأوساخ وشتى القاذورات القادمة من مدينة يقطنها زهاء 120 ألف ساكن. يحدث هذا في حين لم تراعي السلطات البلدية وضعية هؤلاء السكان وطلبة الزاوية والقادمين من مدن عديدة من مشارق الأرض ومغاربها بغية تعلم القرآن، ليس إلا وفي الأخير وجدوا أنفسهم حملوا وضعا صحيا وأمراضا بدل قرآن يشفي القلوب ، وفي حين ندد كبار المشايخ بذات الزاوية من الوضعية التي آلت إليها الزاوية نتيجة تعرضها للإهانة من خلال معاقبة المتسببين في الكارثة التي تبقي تهدد هؤلاء في صمت بالرغم من مراسلة والي الولاية والسلطات المحلية ومديريات البيئة والري وغيرها من الجهات التي تبقي تلتزم الصمت. هؤلاء السكان وفي شكوى تحوز "صوت الجلفة" على نسخة منها طالبوا بتمديد قنوات الصرف الصحي إلى غاية مرورها ببضع كيلومترات عن الزاوية بالإضافة إلى مكافحة الحشرات التي سببها الوادي جراء انبعاث الروائح الكريهة ورشها بالمبيدات الحشرية وخاصة الناموس والعقرب والتي باتت تهدد الطلبة في المراقد والكتاتيب القرآنية والعمل على احترام الزاوية من خلال مراعاة حالة العديد من الأسر والتي باتت لا تبعث على الارتياح جراء الوضع الصحي الذي سببته قنوات الصرف الصحي والتي لم تنجز وفق معايير صحية سليمة تراعي فيها جميع المقاييس وحالة السكان على وجه الخصوص مطالبين في ذات السياق بتدخل المسؤول الأول بالولاية لأجل وضع حد لما بات يعرف بأزمة وادي مسعد الزاوية قبل حدوث كوارث لا يُحمد عقباها، وفي اتصال بالجهات المعنية أكدت هذه الأخيرة أن المنطقة استفادت من مشروع تمديد أنابيب الصرف الصحي في انتظار بدء الأشغال.