لا تزال العائلات القاطنة ببلدية دالي إبراهيم وبالضبط بالطريق المؤدي إلى بلدية أولاد فايت مهدّد بخطر فيضان الوادي، حيث لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البلدية من هذا الخطر الذي يهدّد سلامة وممتلكات المواطنين منذ عدة سنوات رغم النداءات المتعددة لأبناء العائلات القاطنة على ضفاف هذا الوادي الذي ما إن يأتي فصل الشتاء حتى يصاب أهل المنطقة بالذعر والهلع جراء المعانات التي باتت تتكرر كل سنة. يحدق خطر الهلاك من الفيضانات بسكان حي الرياح الكبرى ببلدية دالي إبراهيم، حيث عايشوا عدة كوارث طبيعية خاصة الفيضانات نتيجة تواجد سكناتها على ضفاف الوادي، حيث يتحول إثر تساقط كميات معتبرة من الأمطار إلى هيجان يتربص بالمنازل القريبة منه، بحيث لا تتعدى المسافة الفاصلة إلى أقرب بيت إلى سوى ب10 أمتار، وهو ما يجعل سكان هذه البيوت معرضة لخطر الموت والهلاك في كل لحظة، وهو ما أكده لنا بعض السكان الذين عايشوا هيجان الوادي من قبل. ولعلّ آخر هذه الفيضانات ما شهده السكان موسم الشتاء الماضي، حيث غمرت المياه منازل المواطنين، مسببة لهم في خسارة مادية معتبرة بعد خسارة أثاث منزلهم وتلف الأجهزة الكهرومنزلية، والأفرشة والأغطية وحتى المؤونة لم تسلم من مياه الفيضانات التي أجبرت العائلات لأكثر من مرة على المبيت في العراء. وعن واقع ومعاناة سكان هذا الحي والخطر المتربص بهم تنقلنا إلى عين المكان ووقفنا على الحقيقة المرة التي يتكبدها السكان منذ فترة طويلة ولعلّ أخطر واقع يعيشونه هو خطر الفيضانات في كل مرة تتساقط فيها الأمطار، حيث تعانق المياه جدران المنازل نحو أكثر من 5 ، 1 متر حسب ما اشر إليه السكان في حديث مع “الشعب”. وقد عبّرت في هذا الإطار أحد السيدات عن شدة تخوفها من الأخطار الناجمة عن هيجان الوادي، حيث تتأهب في كل مرة تتغيم فيها السماء إلى الهروب بعد أن تحزم أمتعتها الثمينة. وعند وقوفنا بعين المكان واستطلعنا مع السكان اكتشفنا حقائق أخرى لم يبال بها السكان كالروائح الكريهة المنبعثة من الوادي ، حيث يعد هذا الوادي المصب الرئيسي لقنوات الصرف الصحي وهو ما جعل مياه الوادي تتحول إلى قاذورات تنبعث منها روائح كريهة، حيث بات هذا المكان المرتع المفضل للحيوانات الضالة كالكلاب والقطط، مشكلا خطرا كبيرا على حياتهم الصحية. وفي رصدنا لبعض أراء المواطنين بحي أولاد فايت الذي يتوسطهم وادي، أكدوا لنا أن اهتمامه اليوم ومع قرب موسم الشتاء منصب في مجال رصد الأحوال الجوية خوفا وتأهبا لكارثة تضاهي الكارثة التي عاشوها خلال موسم شتاء العام الماضي، والذي تسببت في خسائر مادية كبيرة لهم. نفس الخطر يعيشه سكان وادي الحميز وحي الدهاليز بالحراش، الذي يحدق الخطر بهم، حيث أكدوا لنا أن قطعة الأرض التي شيدوا عليها سكناتهم بطريقة عصرية هي ملك للبلدية التي رخصت لهم البناء عليها منذ الثمانينات رغم إدراكها أنها غير صالحة للبناء نظرا لقربها من الوادي، مما يؤدي إلى تعرضها للفيضانات في حال تساقط كميات معتبرة من المياه، ويعود هذا حسبهم إلى القانون البلدي الذي يخول لرئيس المجلس الشعبي البلدي في تلك العهدة إلى منح ترخيص بناء دون الرجوع إلى المصالح التقنية وعلى رأسها مديرية السكن التي تعاين المنطقة وتصرح بالبناء بعد أن تأكد أنها تراعي كل شروط البناء وسلامة المواطن. وطرح المواطنون في هذا الإطار مشكل نظافة هذه الأودية التي باتت تنبعث منها روائح كريهة مشكلة خطرا على صحة المواطنين، خاصة وأن الكثير من المؤسسات ترمي فضلاتها بالوادي، مما يزيد من حدة الروائح، مؤكدين أنها لم تعرف عملية تهيئة من شأنها أن تجعل المنطقة في مأمن عن الفيضانات. وتبقى بذلك تشكل محل انشغال المواطنين الذي كان ذنبهم الوحيد هو الموافقة على الأرضية التي منحتها إياهم مصالح البلدية لبناء سكناتهم، متجاهلة الأخطار المحدقة بهذه العائلات التي تعيش تحديات أمنية خطيرة، مما استدعى وجوب إعادة النظر في القانون البلدي لتفادي انتشار الظاهرة أكثر مما هي عليه اليوم.