رغم توصيات وتوجيهات والي الولاية القاضية بالقضاء على السكنات الهشة والفوضوية والرقي بولاية الجلفة إلى مصاف الولايات الكبرى من ناحية العمران والرقي والازدهار في شتى المجالات بعد أن أصبحت ولاية مليونية، ها نحن نصدم بواقع مرير ومؤسف وهو تشويه البلاد من طرف أناس كانت الدولة قد أنصفتهم بسكنات لائقة في أحياء راقية من خلال توزيع سكنات على أصحاب السكنات الهشة والفوضوية وذلك في أكبر عملية ترحيل قامت بها ولاية الجلفة مؤخرا والتي فاقت 1700 مسكن وزعت وعدة أحياء تم تهديمها وقسمت على ساكنيها شقق وهم من كانوا يعانون الأمرين من الوضعية المزية التي كانت تشهدها أحيائهم وهاهم قد عادوا مرة أخرى إلى بقايا منازلهم لكي يقوموا بإعادة بناء ما دمر وترميم ما كانت الجارفات قد أفسدت بعضه ومن لم يمس بيته قد عاد وكأنه كان في رحلة تنزه. هذا يدل على أن أصحاب السكنات المقدمة لهم لم يكونوا في حاجة هذا إن دل يدل على أنها أصبحت عادة عند البعض وكأن السكن الذي أعطي له لا يليق به كانوا ينادون بالترحيل من قبل لكن وبعد الحصول على المراد رأوا في هذه السكنات تجارة ومصدرا لكسب المال فمنهم من قام ببيع الشقة مباشرة بعد التسليم ومنهم من وجهها إلى الكراء. أين الرقابة على هذه التجاوزات وأين هي السلطات من كل هذه الأفعال التي لطالما تغنى بها والي الولاية وأصر على محاربتها لكن عندما نرى الواقع نجد عكس الكلام فقد أصبح كل من يشيد مسكن فوضوي يستفيد من السكن ومن لا يفعل هذا فلن يحلم به كما قال البعض من المواطنين الذين ينتظرون الإفراج عن قوائم السكن الاجتماعي لكن لا جدوى فقد قالوا انه لاحق لهم مادام النظر موجه إلى السكن الفوضوي. هذا كله والسلطات لا تتحرك من اجل هذا المشكل الكارثي حيث أن من يستفيدون يعودون إلى الفوضوي نتيجة تحصلنا عليها من خلال وقوفنا على إعادة بناء ما دمر في أحياء ومنها نجد حي "36" و"الزريعة" ومناطق أخرى السؤال الذي يطرح نفسه غياب تام للرقابة وشرطة العمران هذا يعني أن هناك سماسرة وبارونات العقار تتاجر في الفوضوي لكي يستفيدوا هم منه أم أن مثل هذه التصرفات أصبحت عادية وليست دخيلة على المجتمع الجلفاوي. لن نقضي على السكن الهش مادام لا يوجد رادع ولا معاقب لكل المخالفين ولن نرتقي مادام هناك من يريد بالولاية أن تكون في الحضيض ولن تتحرك عجلة التنمية مادام هناك كر وفر وقوفنا على الأحياء المرحلة كان صدفة فأعطى انطباع على أن من لم يغير المشكل بنفسه لا ينتظر التغيير نعم رأينا العجب العجاب من مواطنين يشيدون بناءات في وضح النهار وكأن لديهم رخص بناء بينما هناك في الجهة المقابلة اعتصامات واحتجاجات شهدتها الولاية من اجل السكن الاجتماعي الذي أضحى ملفات تودع تتقادم مع قدم الزمن ولا يوجد من يصغي لهاته الطبقة المحرومة.