احتضن مقر المنظمة الولائية للمجاهدين بالجلفة ندوة تاريخية حول البعد الروحي لثورة نوفمبر المجيدة حضرها جمع من الضيوف منهم من الأسرة الثورية و الأساتذة الجامعيين و الباحثين في مجال التاريخ و الأسرة الإعلامية. وتم خلال الندوة إلقاء مداخلات حول أهمية ودور البعد الديني في سير الثورة المظفرة و النضال التحرري الجزائري ككل من طرف الأساتذة "قرود امحمد" و"حليس عبد القادر" من جامعة الجلفة، و كذا كلمة للأمين الولائي لمنظمة المجاهدين الحاج "مختار مخلط" ذكّر فيها بنضال الشعب الجزائري في سبيل استرجاع حريته والذي كان سلاحه الأول فيه هو عقيدته و إيمانه بالله. وأجمع المتدخلون على أهمية الكتابة المحلية للتاريخ حفاظا على الذاكرة الخاصة لكل منطقة و فتح النقاش حول أهم القضايا التاريخية المطروحة مع التذكير بأهمية كتابة الشهادات الحية من طرف صناع التاريخ وطرحها للنقاش والتنقيح مع فتح المجال أمام الأكاديميين والباحثين للإسهام في العملية وضرورة إدراج صفحات خاصة عن تاريخ كل منطقة في المقررات المدرسية حسب الولايات ليبني أبناء جيل الاستقلال مستقبلهم على أسس تاريخية صلبة بعيدة عن الحساسيات والضغائن والمغالطات التي طالت أغلب الرموز الثورية وطنيا ومحليا. وركز رئيس الجمعية منظمة الندوة "القن محمد" على المصطلحات التي صاحبت الثورة والتي كانت دليلا للبعد الديني لها وتمسك المجاهدين بالمعتقد والدين في حربهم ضد المستعمر الفرنسي. كما نادى المتدخلون في الندوة إلى ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة في القضايا التاريخية التي لا محالة ستظهر حقائقها وبالتالي فمن الأفضل أن تظهر على أيدي صناعها أو على الأقل على أيدي من عايشوا صناعها. وطالب الحضور ممن يمتلكون الوثائق والشهادات المسجلة أو المكتوبة بضرورة إخراجها للعلن حتى لا تبقى حبيسة الأدراج بعدما قبرت في الصدور لسنوات طوال. الندوة نظمتها الجمعية الولائية للبحث التاريخي والتراث بالجلفة وتدخل ضمن رزنامة نشاطاتها المسطرة لهذه السنة في مجال البحث التاريخي.