احتضنت صباح اليوم قاعة المحاضرات بجامعة الجلفة افتتاحية الملتقى الوطني الأول "الجلفة مسيرة كفاح" بحضور السلطات الولائية والأمين العام لمنظمة المجاهدين وعدد من ممثلي الأسرة الثورية والطلبة وأساتذة التاريخ، حيث عرف الملتقى حضوريا نوعيا والذي تنظمه الجمعية الولائية للتراث والبحث التاريخ واتحاد المؤرخين الجزائريين ومنظمة المجاهدين وجامعة الجلفة والمجلس الشعبي الولائي. وذكر رئيس جامعة الجلفة "شكري علي" في كلمته أن جامعة الجلفة تفتح أبوابها من أجل المساهمة في صناعة التاريخ وكتابته، مؤكدا على أن المنطقة تزخر بالعديد من الأسماء التي وجب التنقيب في تاريخها والبحث فيه. وأكد الدكتور "الغالي الغربي" رئيس اتحاد المؤرخين الجزائريين أن على جميع المؤرخين أن يضافروا الجهود من أجل كتابة التاريخ وبمشاركة صانعيه من مجاهدين وأسرة ثورية، ومشاركة الأكادميين وإنشاء مراكز متخصصة للبحث في التاريخ الجزائري. ونقل الأمين العام لمنظمة السعيد عبادو في كلمته تحيات رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي قال أنه هاتفه من اجل تبليغ تحياته للمواطنين وللأسرة الثورية، مشيرا إلى أن الجزائر أنجبت العديد من الرموز الوطنية التي واجهت موجات من العدوان الخارجي جسدتها تضحيات أبناء الوطن واستتماتتهم في الدفاع كرامتهم، مؤكدا بأن أهمية هذا الملتقى تكمن في "أهميته التاريخية والسياسية وتأكيد عدم استسلام شعبنا وتعلقه بالمقاومة اعتمادا على كل الوسائل المتاحة والحيلولة دون تمكن المحتل الفرنسي من الشعور بالأمن والاستقرار على مدار الحقبة الاستعمارية"، مضيفا بأن على المؤرخين والباحثين أن يتناولوا الجوانب المتصلة بظروف انطلاق شرارة ثورة الفاتح نوفمبر بكل تفاصيلها. من جهته أكد المجاهد مختار بن مخلط الأمين الولائي لمنظمة المجاهدين أن الملتقى سيسلط الضوء على تضحيات المنطقة منذ دخول المستعمر الفرنسي إلى الجزائر، وما أثر به من ثقافات وعادات دخيلة على المجتمع الجزائري. وفي مداخلته ذكر الشيخ الجابري السالت أن ما تركه الآباء وما ضحوا بأنفسهم من أجل هو "الوطن الذي وجب على الأبناء أن يعتنوا به ويبرزوا ما قام به رموز الوطن" مشيرا إلى أن الفرق بين جيل الأمس واليوم حيث سمى الأول بجيل "استقلال الثورة" بينما الثاني "جيل استغلال الثروة" داعيا شباب اليوم إلى القيام بواجباته قبل المطالبة بالحقوق تيمنا بما كان من شيم الآباء وصانعي ثورة الجزائر. وتضمنت فعاليات الملتقى التي تدوم إلى يوم غد الأربعاء عدة محاضرات من أساتذة من داخل وخارج الولاية لإبراز تاريخ الجزائر منذ 1830 إلى غاية الاستقلال سنة 1962، كما كان على هامش الملتقى عروض وصور تاريخية وبيع بالإهداء لكتاب "تاريخ الولاية السادسة" بالمنطقة الثانية.