حسم رئيس الجمهورية الجدل بتعديل وزاري ضاربا بذلك كل الشكوك والتصريحات بشأن عدم قدرته على مواصلة تسيير شؤون البلاد، بعض الإطراف ذكرت أن هذا الإجراء يؤكد على نية الرئيس للترشح لعهدة رابعة، أو ربما لفرض مرشح ما، فهل سيظل بوتفليقة رئيسا للبلاد؟ في نفس السياق تدور أحداث قصة حب ناعم بين جهاز يحترف صنع الرؤساء ومجموعة تعشق السيطرة وفرض القرارات، يسود علاقتهما عاطفة سياسية قوية، فيحترم كل طرف رغبة الآخر، لكن برغم الإعجاب المتبادل فكل واحد منهما يرفض في أعماقه أن يكون تابعا للآخر، ثم ساد العلاقة اضطراب واشتبك الاثنين في حوار تحول إلى عراك. الأحزاب التي على الساحة السياسية ليس لديها ما تفعله أو تقوم به، وبالتالي فهي مضطرة للاختراع شعارات جديدة وتمثيل أي دور يمكن أن يجعلها مستيقظة خلال الشهور القادمة، لدرجة أن بعضها صور أن الحياة في هذا البلد وكأنها سوف تتوقف في أي لحظة، وأن المشاكل والأزمات لن تنتهي، بل ستعيش معنا للأبد، وهذا هو التلوث السياسي الذي لا يجلب للمجتمع إلا الصداع والإزعاج ويجعله يفقد أعصابه. لكن الحقيقة هي أن الجزائريين شبعوا شعارات، واستسلموا للصراعات وفوضى السياسة، ولم يعد يهمهم إلا من يحقق مطالبهم، رغم أن البلاد في هذه الفترات لا تحتمل أي نوع من الصراعات أو أي عبث سياسي، لكن من الطبيعي أن يكون هناك صراع قائم على السلطة، ومشاكل وأزمات، في ظل غياب سياسة حقيقية، تتولى شؤون الدولة وتعالج قضايا المجتمع.