تولي " لويزة حنون" رئاسة حزب العمال للمرة السابعة على التوالي، هو حدث لا يمكن تجاهله إعلاميا ولا سياسيا، وهو واقعة تبقى غامضة بعدما تم خلق بيئة لازمة لاعتلاء موقعها، وبموافقة مضمونة ومن دون أي معارضة! لكن يبدو أن الإعلام أصبح عقدة "لويزة حنون"، وأن زعيمة حزب العمال أصبحت تتحسس مسدسها كلما سمعت كلمة صحفي. أغلب تصريحات لويزة حنون أصبحت موجهة لشتم الصحفيين، وآخر تصريح لها عبر قناة الجزائرية هاجمت فيه الزميل الكاتب الصحفي "سعد بوعقبة" وقالت بأنه يضلل الرأي العام بعموده الذي تفترض أنه "نقطة شتم" وليس "نقطة نظام"، وقالت أن أغلب الصحفيين يفتعلون الأزمات وينفخون فيها وكل مقالاتهم تتم على أساس أوهام لا أساس لها من الواقع، وكانت تهاجم الصحفيين وتستفزهم بتصريحات تجعلهم يتوقفون عن طرح الأسئلة ويستسلمون لحديثها المكرر عن الامبريالية والمخاطر التي تهدد البلاد، وكانت تعاملهم مثل أعدائها، وكأنها في ساحة معركة ترفع سيفا لرؤوس صحفية تراها قد اينعت، ووصلت بها الجرأة حدا لا يحتمل وردت عن سؤال أحد الصحفيين بعبارة سوقية قائلة "واش دخلك" ! أما السؤال فهو: هل لهذه الدرجة تكره "حنون" الصحافة وتسعى إلى تكميمها؟ طبعا "حنون" تكون بهذه الأنانية قد أثبتت أنها لا تؤمن بالديمقراطة ولا بحرية التعبير مثلما لا تؤمن بالتداول على رئاسة الحزب، وأنها لا تقبل رأيا مخالفا ولا حوارا بعيدا عن الأنانية، وهي التي كانت توهمنا أنها ليست من الطامعين في المناصب الحكومية، ولا من المتزلفين للنظام، لكن سبحان مغير الأحوال فقد أصبحت تعزف أروع "سمفونيات التزلف" والتودد من النظام الذي كان بالأمس القريب لا يصلح للبلاد في نظرها، رغم أنه لم يتغير فيه شيء، وكدنا نعتقد في سنوات مضت أنها سوف تحرر بيت المقدس وتقضي على إسرائيل، لكن للأسف الشديد فقد تأكد أن كل ما كانت تقوله على مدى سبع عهدات كان مجرد رغي سياسي لا ينفع البلاد ولا العباد.