دعا مجموعة من المثقفين والمختصين في الهندسة المعمارية إلى ضرورة إعادة الاعتبار للمدينة العتيقة لقسنطينة وحمايتها من التشويه والعمل على الحفاظ عليها بكل مميزاتها، حيث جاء هذا على هامش اليوم الثقافي الذي نظم بالمسرح الجهوي لقسنطينة حول المدينة العتيقة. اللقاء الذي نظم بإشراف من مجموعة من فناني ومثقفي مدينة قسنطينة بدعم من والي الولاية عرف تقديم كتاب"تراث مدينة قسنطينة العتيقة" للفنانة التشكيلية الفرنسية"جيين تيبو كرالي" الصادر عن مؤسسة الرجاء للطباعة والنشر الذي جمعت فيه مجموعة من رسومات لمدينة قسنطينة العتيقة كانت رسمتها الفنانة أثناء إقامتها بقسنطينة. كما تم عرض مجموعة من اللوحات التشكيلية ببهو المسرح ل24 فنان قسنطيني على غرار "عمار علالوش"، "قميرد محمد صالح"، "بن دالي حسين شافيقة"، "بوشفرة مسعود"، "قيدوم موسى" و"لطيفة بولفول". وعرفت ذات الأمسية تنشيط الأستاذة "خدوش حليمة" لمحاضرة حول مدينة قسنطينة بين الماضي والحاضر أين قدمت وصفا لهندسة البيوت القديمة لمدينة قسنطينة والتي تتكون من مجموعة من الأقسام القارة على غرار الباب والسقيفة ثم وسط الدار الذي يتوسطه بئر وتحيط به الغرف في طابقه الأول والثاني بالإضافة إلى القبو. كما تأسفت على حال بعض المساكن التي شوهت وأصبحت مرتعا للقمامات وطمست بذلك معالم المدينة العتيقة. من جهته المهندس المعماري "نور الدين يخلف" واحد من منظمين اليوم الثقافي حول مدينة قسنطينة العتيقة أكد في حديثه ل"صوت الجلفة" على أنهم سعوا لتنظيم هذا اليوم بعدما كثر الحديث عنها بتحسر في وقت لم يعملوا على المحافظة على ما تبقى منها وتحسينها، دون أن يهمش الجهود التي قدمت على الرغم من أنها لم تكن فعالة من أجل خدمة هذا الإرث الوطني، منوها بضرورة استشارة أهل الاختصاص قبل القيام بأي خطوة للقضاء على العشوائية. واستبشر ذات المتحدث خيرا من هذا التجمع الذي حضره العديد من المثقفين والفنانين والجامعيين وناس مهتمين من مختلف أنحاء قسنطينة مما يدل على وجود استعداد فعلي لرعاية المدينة العتيقة وخدمتها، مؤكدا على أنه فتح الشهية أمامهم من أجل تنظيم نشاطات أوسع للخروج بحلول عملية للحفاظ على المدينة.