بالتأكيد على ضرورة التنسيق مع مختلف الفعاليات النشطة في الميدان التاريخي وضرورة العمل على توثيق علمي إعلامي للشهادات التاريخية، أختتم الملتقى الوطني الثاني الجلفة مسيرة كفاح "الجلفة إبان الكفاح المسلح بين سنتي 1954…. 1962″ ، فعالياته التي احتضنتها قاعة المحاضرات الدكتور محمد السايحي بجامعة زيان عاشور بالجلفة على مدار يومين. الملتقى في طبعته الثانية استقطب حضورا معتبرا خاصة في جلسة الافتتاح التي ميزها حضور الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد "سعيد عبادو" و الذي في مداخلته الافتتاحية ذكر بمسيرة الولاية السادسة التاريخية منذ نشأتها إلى الاستقلال معرجا في معرض حديثه إلى الفرق الشاسع ما بين القوة الاستعمارية في الميدان عددا وعتادا و جيش التحرير الوطني التي تمكنت رغم ذلك من هزم المستعمر الفرنسي بتضحيات جسام. الراعي الرسمي للملتقى السيد "جلاوي عبد القادر" والي الولاية، أكد من جهته على أهمية هذه اللقاءات في نقل العلم و التاريخ بين الأجيال وحفظ ذاكرة الأجيال للمستقبل وانه شخصيا و بحكم المنصب الذي يشغله سيشجع كل مجهود يصب في هذا المسعى مشيدا بالمجهودات المبذولة من طرف الجميع. الملتقى تضمن عديد المداخلات من أساتذة جاؤوا من مختلف جامعات الوطن في محاور تخص المنطقتين الثانية و الثالثة من الولاية السادسة التاريخية و التي تمثل ولاية الجلفة الحالية، إضافة إلى تجلياتها الوطنية. وتضمنت أشغال الملتقى وقفة ترحم على فقيد الأسرة الثورية بالجلفة المجاهد "أبوبكر هتهات" الذي ذكر رفيق دربه الأمين الولائي للمجاهدين "الحاج مختار مخلط" بمناقبه و مواقفه داعيا الجميع لوقفة ترحم عليه، كما تم عرض مقتطفات من آخر تسجيل له قام به موقع "صوت الجلفة" الإلكتروني. وتبقى النقطة السوداء المسجلة على الملتقى هي الغياب شبه التام لطلبة قسم التاريخ وأساتذته بجامعة الجلفة رغم أن رئيس الملتقى هو رئيس قسم العلوم الإنسانية بها، ما جعل السؤال مطروحا حول هذا الأمر خاصة أن مثل هذه الفعاليات تعتبر فرصة سانحة لهؤلاء لملاقاة الأساتذة و الباحثين وخاصة المجاهدين من شهود و صناع الحدث.