نظمت، السبت، أمانة الشباب لحركة البناء الوطني بالجلفة بدار الثقافة ابن رشد مؤتمر شباني ولائي، بإشراف رئيس الحركة مصطفى بلمهدي والأمين العام أحمد الدان، حيث حضر الافتتاح إطارات الحركة الولائية وشخصيات ولائية وأعيان ونشطين في المجتمع المدني. وألقى رئيس الحركة مصطفى بلمهدي كلمة افتتاحية ترحم من خلالها على الشيخ سي عطية رحمه الله، وقال رئيس الحركة أن هذه الوقفة هي واحدة من مجموعة مؤتمرات، تنظمها حركة البناء في هذه الأيام في كل ولايات الوطن، لتعطي الأولية فيها للشباب و تتشارك معهم الرأي والعمل، وتسمع منهم، وتقدم لهم برامجها واقتراحاتها، ومن خلال ملاحظاتهم، تصحح مسارها في الاتجاه الذي حدده المؤتمر وهو "بناء الإنسان ضمان التنمية" على حد قوله. هذا وأضاف بلمهدي، أن المحاكمات الأخيرة التي فاضت بها وسائل الإعلام ما هي إلا دليل على غياب العقيدة العاصمة من الفساد وغياب الخوف من الله ودليل على قلة الحياء لدى من يتجرؤون على المال العام، ينهبون ويسرقون ويسعون في الأرض فسادا كبيرا. وما الإرباك الحاصل في القرار الوطني، تجاه العديد من القضايا، إلا دليل على النيات الفاسدة والغايات المعلولة و الأطماع المستورة لدى كثيرا من يستغلون مواقع المسؤولية الذين لا يحترمون المسؤولية ولا يحترمون الشعب الذي يحكمونه ويديرون شؤونه و لا تهمهم مصلحة الوطن، حسبه. وقال أن المجتمع أصبح بكل شرائحه في حاجة ماسة إلى إصلاح أخلاقي، يمنع هذا الانهيار الاجتماعي الكبير، الذي جعل المجتمع متطبعا مع الرشوة والمحاباة واللصوصية والرذيلة المتفشية، وما قصة الخمر منا ببعيدة. و أكد أن حماية الأخلاق إنما هي مسؤولية دستورية تتحملها السلطة الساهرة على تنفيذ الدستور. كما تطرق رئيس الحركة بلمهدي، لانتشار الغش في قطاع التعليم محملاً المسؤولية لوزارة التربية ووزارة التعليم العالي وقال انه يجب أن تأخذ على عاتقها تصحيح هذا الوضع المزري وليس الدخول في حروب مع النقابات، لان مهمة وزارة التربية والتعليم العالي هي الحرب مع الجهل والتخلف بالأساس، وتأسف قائلا "انه عندما نسمع عن تقليص ميزانية البحث العلمي مؤخرا، لان هذا دليل على أن العلم ليس أولوية في بلادنا". وطالب الرجل الحكومة بإصلاح نفسها وقال أن المبادئ الإسلامية التي نص عليها نداء أول نوفمبر تهتم بالفرد قبل ولادته وعلى الدولة تطهير مؤسساتها وإشراك الشباب فيها وليس بتدوير المناصب بين مجموعة محدودة من الإطارات، -يضيف- فالجزائر ليست عقيمة، والشباب لابد أن يعطى فرصته. ليدعي بلمهدي، إلى إصلاح إداري تصلح فيه الولايات لتصبح مفتوحة على المواطن بدل البيروقراطية القاتلة المعطلة التي ترعب المواطن أمام أبواب الإدارات، رغم حث الوزارة الوصية عن التقرب من المواطن، مما يعني أن الكلام عندنا -يقول- لا يتطابق مع الأفعال والسلوكات فحديث الوزارة الوصية في واد و التنفيذ في واد فعلى من تقع المسؤولية؟. وفي حديث بلمهدي أكد أن الجزائر وبعد خمسين سنة من الاستقلال مازالت سيادتها غير آمنة، ومن خرج من الباب مهزوما، يريد أن يعود من النافذة سيدا آمرا. وفي رسالة وجهها رئيس الحركة مخاطبا الشباب قال انه يجب أن يخرج الشباب من عقلية " لونساج " التي أصبحت تشبه عقلية " البايلك" ويدخل في عقلية الاعتماد على الذات، ويفرض نفسه في الواقع، وجدد الأخير رسالته للحكومة بأن تحترم شباب الجزائر وتتيح أمامه الفرصة ليساهم في بناء وطنه، بعيدا عن الديماغوجيات، والمناورات السياسوية.