دعا مصطفى بلمهدي رئيس حركة البناء الوطني الشباب إلى الخروج من عقلية "اونساج"، والتوجه إلى مرحلة اخذ القرار والمبادرة في تقرير سير البلاد، بعيدا عن المخططات السياسوية الممنهجة، التي أغفلت إصلاح الحكومة. قال بلمهدي خلال افتتاح المؤتمر الشباني الذي عقد أمس بالجلفة، أن عقلية الشباب الجزائري يجب أن تعرف تحولا جذريا، من حيث منظروه لدوره في بناء المجتمع وترسيخ النظام السياسي الذي يتوافق وتطلعاته المستقبلية، دون أن يغفل مطالبة الحكومة بضرورة تجسيد إصلاح داخلي فيها ينسّق تصريحات الوزارات مع ما تقوم به في الواقع، مع إلزامية " أن تحترم شباب الجزائر، وتتيح أمامه الفرصة ليساهم في بناء وطنه، بعيدا عن الديماغوجيات، والمناورات السياسوية التي تتعمد حصره في ضغوط الواقع ". وأضاف رئيس الحركة في المؤتمر الذي حضره إطارات الحركة الولائية، الأعيان والناشطين في المجتمع المدني، على إلزامية تفعيل إصلاح الحكومة لتجسيد الإصلاح الأخلاقي حتى يخرج المجتمع من دائرة الفساد الذي سيطر عليه، مستدلا في ذلك بمحاكمات الفساد التي تجري أشغالها على مستوى أروقة المحاكم، حيث أنها تعكس حسبه" الإرباك المسجل في القرار الوطني تجاه العديد من القضايا لخدمة مصالح المسؤولين على حساب المواطن". وعاد مصطفى بلمهدي في كلمته إلى السيناريوهات التي تحاك ضد الجزائر وتسعى لضرب منظومتها القيمية، على غرار ملف الخمر، إلا انه في مقابل ذلك حمّل السلطة المسؤولية الدستورية في تنفيذ ذلك، خاصة ما تعلق بالتعليم الذي اكتسب هشاشة أثرت سلبا على المكانة العلمية للجزائر، حتى يتم إبعادها عن خطر التدخلات الأجنبية التي تختلق الأعذار السياسية لذلك. ووجه المتحدث دعوة إلى وزيرة التربية نورية بن غبريط للجلوس إلى طاولة الحوار مع النقابات، بدل الدخول في حروب تؤثر سلبا على العلم، خاصة وأنه مهدد حسبه عقب تخفيض الميزانية المخصصة للتعليم العالي ووزارة التربية .