قالت الشاعرة "حبيبة محمدي" بأن المرأة المبدعة في الجزائر وفي الدول العربية ككل ما تزال تعاني لفرض وجودها في الساحة وأن مشوارها صعب ولابد من تضحيات في الفعل الثقافي وإلا لن تصل المرأة إلى ما تستحقه وتحقق النجاح، كما تأسفت على الوضع الذي يعيشه الوسط الثقافي في الجزائر ووصفته بالكارثي إذ أن محركه الرئيسي المحاباة مما سوق للرداءة. نزلت الشاعرة "حبيبة محمدي" بمدينة قسنطينة لأول مرة كضيفة على فضاء الثلاثاء الذي تنظمه مديرية الثقافة، حيث قدمت للحضور مجموعة من القراءات الشعرية من دواوينها الأربعة "وقت في العراء، الخلخال، المملكة والمنفى، مشاتل الحنين". وبين القصائد الوطنية والوجدانيات لامست كلمات الشاعرة الجمهور وحملته معها في رحلتها بكل متعتها وجمالها، حيث أن الشاعرة لا تكتبها إلا بعد أن تمر مواضيعها عبر روحها وأكدت بأنها تكتب لأنها تعتبر الشعر رئتها الثالثة ودونه لا تستطيع العيش أو تحس بأنها موجودة. وعن مشوارها في عالم الشعر قالت المتحدثة بأن المرأة الجزائرية والعربية بشكل عام تعاني كثيرا لفرض وجودها وشق طريقها نحو عالم الإبداع وتواجه العديد من العقبات خاصة إن لم تشجعها أسرتها والمقربين منها، ووجب عليها أن تحارب وتتحلى بالثقة بنفسها حتى تثبت أنها موهوبة وتستحق أن تبرز. وعنها شخصيا قالت بأنها حاربت على جبهتين عندما كانت بالقاهرة على اعتبار تواجدها هناك لأزيد من خمسة عشر سنة، حيث حاربت لتثبت أنها جزائرية تجيد اللغة العربية التي طالما اتهمنا بعدم إجادتها وثانيا لأنها امرأة، وتأسفت الدكتورة في فلسفة الجمال "حبيبة محمدي" على أن تعاطيها مع الأدب جعلها تفقد دفئ الأسرة. وفي إجابتها عن سؤال "صوت الجلفة" حول ما قدمته لها القاهرة ولم تقدمه لها الجزائر قالت الشاعرة بأنها في وقت لم تفتح لها بابها أي دار نشر في الجزائر لنشر مجموعاتها الشعرية قدمت لها القاهرة فرصة إصدار مجموعتها الأولى سنة 1995 "المملكة والمنفى" ولاقت صدى بين النقاد وفتحت لها الأبواب لإصدار مجموعاتها اللاحقة. وعن الأشياء التي تميز مصر عن الجزائر فيما يخص المناخ الثقافي قالت بأن مصر لديها نشاط ثقافي يومي وتقاليد راسخة تفتقدها الجزائر منوهة بضرورة فتح فضاءات دائمة للثقافة والإبداع بالجزائر خاصة وأن الوسط يعرف وضعية مزرية وكارثية وأصبحت حركيته تقوم على المحاباة وتفسح المجال لظهور أسماء لا تستحق الأمر الذي سوق للرداءة.