عشرات المشاريع ضاعت وتم إلغائها بسبب إجراءات التقشف التي مست ميزانية الدولة كنتاج لانخفاض أسعار البترول، ولكن هل التقشف هو السبب الوحيد؟، أم أنه الشماعة التي أصبح يُعلق عليها البعض فشله الذريع، الأكيد أن العشرات من المشاريع بقيت رهينة بطئ الاجراءات الادارية حتى قبل انخفاض أسعار البترول، وكثير من المشاريع التي من مهام المسؤولين تجسيدها على أرض الواقع وفي مختلف القطاعات أصبحت في خبر كان، ذلك أن بطئ الاجراءات والعراقيل المختلفة التي مستها لم تضعها في مرحلة التجسيد، وهو ما يطرح سؤالا عن وظيفة الكثير من المُسيرين إن لم يكن من مهامهم تذليل العراقيل وتجسيد مشاريع قطاعاتهم على أرض الواقع. "صوت الجلفة" تسلط الضوء في هذا التحقيق على مشاريع التنمية الاجتماعية التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي بالجلفة والتي بقيت فيها الكثير من المشاريع مجرد حبر على ورق، بسبب بطئ الاجراءات الادارية، وبسبب تداخل المشاريع مع كثير من بلديات الولاية، التي يعرف العام والخاص أن أغلب المجالس فيها فشلت في التسيير، وكثير منها دخل في حالة انسداد، مما سبب فشلا ذريعا ليس فقط في تجسيد المشاريع المدرجة ضمن ميزانيات البلديات، بل حتى عرقلة تجسيد مشاريع لها علاقة بقطاعات أخرى أهمها مديرية النشاط الاجتماعي. المشاريع المقترحة للإلغاء في ولاية الجلفة بناءاً على تعليمة وزيرة التضامن قبل أن نتطرق لقائمة المشاريع المقترحة للإلغاء، وجب معرفة أن سنوات تبليغ هذه المشاريع كان بين سنتي 2007 وسنة 2011، أي أن كل هذه المشاريع كانت مُبلغة قبل ثلاث سنوات على الأقل من انخفاض أسعار البترول وبعضها مُبلغ قبل 7 سنوات، الأمر الذي يثبت حجم الاستهتار والتسيب الذي مس مشاريع بعضها لا تتجاوز مدة انجازه شهرين أو ثلاثة لو تم تجسيده، تعددت الأسباب ولكن ما من شك في أن المواطن الجلفاوي هو الخاسر الوحيد في معادلة التسيب وانعدام المحاسبة وغياب الضمير. "صوت الجلفة" حصلت على قائمة المشاريع المقترحة للإلغاء بناءاً على تعليمة وزيرة التضامن الصادرة بتاريخ 24/07/2016 تحت رقم 645/2016، والتي سنتناولها بالتفصيل. مشاريع لم تنطلق إطلاقاً من بين المشاريع التي لم تنطلق إطلاقا نجد مشروع توسيع شبكة الكهرباء بالمقاطعة رقم 01 بمركز بلدية عين الشهداء، حيث تم تبليغ هذا المشروع سنة 2008 ولم ينطلق بحجة أن المبلغ المخصص للمشروع غير كاف، أما بحي القندوز بحاسي بحبح فتم تبليع مشروع إعادة تهيئة وتوزيع شبكة الانارة العمومية سنة 2010، بسبب عدم تجسيد المساهمة المالية وتم مراسلة البلدية بتاريخ 16/05/2016، كما حدث نفس الأمر بخصوص توسعة شبكة الصرف الصحي بحي الضاية ببلدية مسعد ومركز البلدية بعين الشهداء، وايضا مشروع الانارة العمومية ببوشكيوة ومشروع فتح المسالك ب "كرث الزاوية" بعين الشهداء وهي مشاريع تم تبليغها سنتي 2010 و2010. مشاريع تم الغائها بسبب انعدام محاضر اختيار الأرضية وموافقة مصالح الصحة وبسبب المبلغ المالي غير كافٍ حجة المبلغ المالي غير الكافي كانت سببا في عدم انطلاق أغلب المشاريع ولكن الغريب أنه لم يكن السبب الوحيد، فالاستهتار والتسيب وصل للحد الذي كان على المصالح المختصة فتح تحقيق في عدم وجود محاضر اختيار الارضية وموافقة مصالح الصحة، حيث تم مراسلة البلديات المعنية لتقديم اقتراحات لتغيير هذه المشاريع بتاريخ 06/09/2015، والمشاريع والبلديات المعنية هي، إنجاز قاعة علاج بمقاطعة بودرين وبمنطقة بوجبيهة ببلدية سد رحال، مصلحة أمومة بالمركز الصحي بعين الشهداء، إنجاز وتجهيز قاعة أمومة ببلدية دلدول، إنجاز قاعة علاج وسكن وظيفي بموقع واد الحجل بعين الابل، وأيضا قاعة علاج بموقع بحرارة، وهي كلها مشاريع مبلغة بين سنتي 2007 و2009. مشاريع كانت في مرحلة الإنجاز وتم إلغائها في سنة 2008 تم تبليغ مشروع لإنجاز قاعة علاج في حي العنصر بعين معبد وتم تقديم بطاقة المتابعة لمقاولة الإنجاز بتاريخ 19/01/2016 في انتظار استكمال ملف اختيار الأرضية وتم مراسلة مديرية النشاط الاجتماعي بتاريخ 05/05/2016، أما مشروع التهيئة الحضرية بالمسجد القبلي بعين افقه والذي تم تبليغه سنة 2009، فقد تنازلت عنه مقاولة الانجاز بتاريخ 07/04/2016. مشاريع تم إلغائها كانت في مرحلة انتقاء مقاولات الإنجاز تم تبليغ هذه المشاريع بين سنتي 2007 و2011، وتخص إنجاز وتجهيز قاعة علاج بمنطقة عسيلة المقاطعة رقم 14 ومنطقة متيريحة ببلدية الادريسية، حيث تم الاعلان عن الاستشارة بتاريخ 29/11/2015، وكانت نتائجها غير مجدية أما بخصوص انجاز قاعة العلاج بديار الشمس ببلدية عين أفقه قد تنازلت مقاولة الانجاز عن المشروع بتاريخ 31/01/2016. المهازل مستمرة: ثلاثة أشهر لتصحيح ملف انتقاء المقاولة بين سنتي 2008 و2009 تم تبليغ مشروعين يتعلقان بإنجاز قاعة علاج بموقع العطري بحاسي بحبح والمقاطعة رقم 04 بالدويس ولم ير المشروعان النور بسبب انتظار تصحيح ملف انتقاء مقاولة الانجاز الذي تم بتاريخ 06/03/2016 الخاص بالاستشارة رقم 07/2015 التي تمت بتاريخ 29/11/2015، وإذا كان تصحيح خطأ بسيط يتطلب عدة اشهر فكيف لا يبقى مشروع يراوح مكانة أكثر من 7 سنوات طالما أنه لا يوجد من يحاسب المسؤولين على كل هذا التأخر وضياع كل هذا الوقت حتى وصلنا لزمن التقشف. أما بمنطقة الضاية ببلدية قطارة والتي تم تبليغ مشروع تجهيز مركز صحي وانجاز قاعة علاج سنة 2008 فقد تم الاعلان عن الاستشارة بتاريخ 03/02/2012 ولكن لم يتم سحب دفتر الشروط. رئيس بلدية يرفض إنجاز مشروع بعد رفضه التأشير على الإعلان عن الاستشارة، لا أحد يعرف السبب! في الجهة الشمالية لبلدية المجبارة، تم تبليغ مشروع توسعة وتجديد شبكة الانارة العمومية سنة 2009، ولكن رئيس البلدية رفض إنجاز المشروع، وذلك بعدم تأشيره على الإعلان عن الاستشارة، حيث تقول تقارير مصالح النشاط الاجتماعي، أنه لم يقدم تبريرا على رفضه للمشروع، ويبدو أنه لا أحد يعرف السبب. سد رحال، الشارف، الادريسية، القديد والقرنيني مشاريع ضاعت بسبب عدم جدوى الاستشارة بين سنتي 2007 و2008 تم تبليغ مشاريع تخص تهيئة المدارس الابتدائية بعين الحجر والكاف ومتيريحة والمقاطعة رقم 16 و17 و23 بالإدريسية، وكذا تهيئة حي ثامر بن عمران بالقديد، وكذا توسعة وتجهيز مدرسة حاشي معمر ببلدية سد رحال، ومشروع يخص التهيئة الحضرية بمركز بلدية القرنيني، وكل هذا بسبب عدم جدوى الاستشارة، علما أنه تم الإعلان عن الاستشارة بتاريخ 20 12/2015 بطلب من والي الولاية، وتم فتح الأظرفة بتاريخ 10/01/2016 وتم تقييم العروض بتاريخ 06/03/2016. مشاريع تهيئة تخص بلديات زكار، سيدي بايزيد، أم العظام وبنهار مُبلغة سنة 2011 تلغى والسبب إلغاء المشاريع لم يستثنِ ولا بلدية تقريبا عبر تراب الولاية، حيث تم إلغاء مشاريع التهيئة الخاصة ببلدية زكار وسيدي بايزيد، وبلديتي أم العظام وبنهار، وهي المشاريع المُبلغة سنة 2011، حيث يشار إلى أنه تم التبليغ فقط عن الحصة الفيزيائية دون الحصة المالية، بسبب وجود ملفات تعريف المشاريع على المستوى المديرية العامة. من يعوض الجلفة عن مشاريعها الضائعة لا أحد يعرف عدد المشاريع التي لم تنجز في ولاية الجلفة بسبب الاجراءات البيروقراطية والتسيب الحاصل في مختلف الإدارات والمديريات التنفيذية وفي كل القطاعات، ولكن الأكيد أن المواطن الجلفاوي هو الخاسر الوحيد، وما من شك أنه طالما أنه لا يوجد من يحاسب المسؤولين عن عرقلة تجسيد المشاريع، فإن الأمر حتماً سيستمر حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.