بضعة أشهر فقط بعد ترميم القناة الرئيسية لصرف المياه القذرة في وادي مسعد، الذي تطرقت له صوت الجلفة في موضوع سابق، وهو المشروع الذي استهلك الملايير، حتى عادت المياه القذرة إلى التسرب في مجرى الوادي، فلا المشروع استكمل، ولا المشروع الكبير الذي قيل أن مكتب دراسات يقوم به عُرف مصيره، لكن المؤكد أن ما استهلكه المشروع الاستعجالي الذي امر به والي الولاية منذ سنة لم يُؤتي بثماره، غادر الوالي السابق وبقي الوادي وبقيت معاناة سكان المدينة مع ما تمثله هذه الكارثة البيئية من خطورة على صحة السكان. خطر اختلاط المياه القذرة مع المياه الجوفية لعل أخطر ما تمثله وجود المياه القذرة في الوادي هو تسربها واختلاطها بالمياه الجوفية التي تشكل المصدر الوحيد للتزود بالمياه لصالح سكان مسعد الذين ينتظرون بفارغ الصبر وصول مياه آبار ضاية أولاد لخضر للتخفيف من معاناة الساكنة في مشكل نقص التزود بالمياه، وفضلا عن هذا الخطر، تبقى الروائح الكريهة تشكل معاناة أخرى للسكان المجاورين للوادي، ومن انتشار للحشرات وما تشكله من خطر خاصة في فصل الصيف. ملايير تضيع في زمن التقشف لا أحد يعلم المبلغ الذي تم رصده لوادي مسعد قبل سنة من الآن، لكن المؤكد أنه بضعة مليارات استهلكها مشروع الترميم، والصور توضح بما لا يدع مجالا للشك في أن السلطات أصبحت تنفق الملايير في مشاريع يراها المواطن ولكن لا يرى مفعولها، بعد أن تتبخر احلامه في مجرد رؤية وادي مسعد نظيفا كما هو عهده، أمنية تتوقف بين الجدية في إنجاز المشاريع وفق دراسة تقنية علمية صحيحة، وبين نقص الموارد المالية في زمن التقشف، وبين يأس من ممارسات أدت إلى ضياع الملايير وتبخرها مع روائح الوادي الكريهة قبل وبعد الترميم.