لم يتردد الوزير الفرنسي الجزائري الأصل في حكومة شيراك عزوز بقاق لدى مشاركته في المسيرة الشعبية الكبرى المخلدة لمجازر 8ماي بسطيف في تجريم مقترفات الاحتلال الفرنسي في مجازر ماي 45 بسطيفقالمة وخراطة، واعتبارها بالمحطة التي لم ولن ينساها الجزائريين على مر التاريخ ولو حتى إن كانوا من وراء البحار، مستبعد أن تكون نوايا فرنسا السابقة أو الحالية متجهة نحو اعتذار رسمي مالم تحتل أغلبية فرنسية من أصل جزائري مقاعدا بالبرلمان الفرنسي. ماهو شعوركم وأنتم تشاركون في المسيرة المخلدة لمجازر ماي الأسود؟ أنا سعيد اليوم بهذا الجو المشمس الذي جاء لينير التاريخ ويظهره امام العالم في الوقت تحاول أطراف غربية تجاهل هذا اليوم وإزالته من تاريخ فرنسا خاصة والاستعمار الغربي عامة، لذلك أعتقد بأن آلاف المواطنين المتواجين معنا اليوم جاؤوا للقول لا لفسخ التاريخ ونعم لملاحقة المجرمين ومعاقبتهم، كما أنني أشعر بانتماء شديد لهذه الأرض الطاهرة. هل يمكننا أن نعرف مصدر هذا الشعور؟ مصدر هذا الشعور جاء من منطلق أصلي الأبوي فأنا ابن دوار ذياب الواقع بين بلديتي قلال وقجال بولاية سطيف، وعاشت أسرتي ويلات الاستعمار وأحداث 8ماي ككل الشعب آنذاك، وأعلم يقينا ما حدث في ذلك اليوم لأن من نقل لي شهادة عن كل ما حدث هما أمي وأبي إذ عايشا تلك المأساة. وكيف جرت الأحداث حسب ما سرد عليك؟ لا يمكنني التوغل كثيرا فيما حدث لأن الجرح ورغم مرور 65 سنة إلا أنه لا يزال لم يشفى بعد، غير أنني أؤكد لكم بأن ما حدث قد تعدى كل معايير الإنسانية والوحشية في آن واحد. هل من توضيحات أكثر؟ نعم لقد بلغت وحشية العدو إلى غاية متابعة الجزائريين في حقول القمح وحرقها لأنها كانت تأوي الفارين من بطش فرنسا الغاشمة، وأبي كان من بين هؤلاء المختبئين وكاد أن يكون من الهالكين، وحسب ما سرد علينا فإن فرنسا المستعمرة أرادت من خلال قتل ألاف الجزائريين الثأر لقتل القديس نافارو في مايو 45 من قبل مشبوهين قيل بأنهم عرب، وتواصل القمع منذ الفاتح ماي إلى غاية اليوم الحاسم أين خرج آلاف المواطنين المتعطشين لطعم الاستقلال إلى شوارع سطيف خراطة قالمة وسوق الاثنين لتكون نتيجة مطالبهم فاتورة مقدرة بنحو 50 ألف وفيه من قال أن عددهم قارب ال70 ألف شهيد، والآن وبعد خمسة وستين سنة تحاول قوى سياسية غربية وجماعات الضغط إنكار الحقيقة التاريخية، بالقول بأن الجزائريين هم البادئ الأظلم. أتقصدون قانون تمجيد الاستعمار؟ نعم فقبل خمسة سنوات من اليوم مرر البرلمان الفرنسي قانونا جائرا يقر بتمجيد الاستعمار وذكر مزاياه في الدول المستعمرة للترويج عن محاسن الاستدمار، متناسين بأن الاحتلال الغير شرعي لأي دولة كان هو عبارة عن اغتصاب لحرية الشعوب فمتى سمعنا أن دولة ما تطلب من دولة أخرى أن تحتلها مدة 130 سنة وأن تقتل وتشرد الآلاف بل الملايين من بني البشر. أتعتقدون أن مطلب الجزائر في اعتذار الطرف الفرنسي قد يتحقق يوما؟ فرنسا لم ولن تعتذر للطرف الجزائري لأنه وبكل بساطة، الديمقراطية تحكمها قوانين تصدر من هيئة عليا اسمها البرلمان، فقانون التجريم لم يسنه شيراك بل كان بمبادرة من نواب متطرفين بالبرلمان، ولا يتمكن أحد من توقيفه قبل الصدور، لذلك أرى من حكمتي أن الحل لن يكون سوى بسيطرة جماعة برلمانية من أصل جزائري على مقاعد بمجلس النواب وهناك يمكن تجميد هذا القانون أو حتى إلغائه وإجبار باريس لتقديم اعتذارات رسمية للجزائر، فرسالتي أوجهها للجميع بأنه لن يكون أي اعتذاء في الوقت الراهن وأن الضغط السياسي الداخلي هو الوحيد الذي يمكنه فعل ذلك. وماذا عن مطلب تعويض الخسائر؟ أعتقد أيضا بل اجزم بان هذا المطلب لن يتحقق إلا بعد انقضاء جيل أو جيلين، مادام الطرفان لم يتفقا بعد على ما اقترفه الجانب الفرنسي في حق شعب أعزل، وفيهم حتى من لا يعترف إطلاقا بأحداث هذا اليوم، ما دامت الحقيقة لم تظهر بأكملها فمتى تم الاتفاق حول ذاكرة واحدة لتصبح مرآة عاكسة للطرفين ويعرف العدد الحقيقي للضحايا وتحديد المسؤول الأول عن تلك المجازر ومن أعطى الأمر بفتح النيران حينها يمكننا الحديث عن المستقبل المشترك الذي يعود بالفائدة على الجانبين. كيف يمكن الوصول إلى الحقيقة حسبكم؟ أولا لابد من اتفاق مشترك وتبيان نية حسنة في إنهاء هذا التعتيم، ثم فتح المجال للمؤرخين الفرنسيين ونظرائهم الجزائريين للبحث والتمعن في الأرشيف العسكري والمدني الفرنسا خلال تلك الحقبة، والخروج بالحقائق التي لن ترضي فرنسا ولن تسعد الجزائريين كذلك لأن الكثير منها غيب، لكن يمكن تدراك ذلك من خلال الذاكرة الحية من شهادات ممن عايش أحداث ماي 45 من الجانب الجزائري والفرنسي. ماذا تقولون لشباب الجزائر اليوم؟ هناك مقولة شعبية تقول "اللي فات مات" لكن ما حدث في ذلك اليوم الأسود لا يمكن تناسيه فسيظل على مر الأجيال وسمة عار في جبين فرنسا، وعلى جيل الاستقلال أن يؤمن بما آمن به أسلافهم والمضي قدم في تطور وازدهار الجزائر قبل كل شيء من هو اسم الفريق واللاعب المفضل لديكم؟ الخضر هم الفريق المفضل داخل أسرتي، وسنكون معهم بقلوبنا ودعواتنا في جنوب إفريقيا، جميع لاعبين الفريق الوطني يستحقون التشجيع ولا يمكنني أن أميز بين أحد منهم لأن كرة القدم هي بناء جماعي أين كل لاعب يؤدي مهمة بهدف تسجيل الأهداف وتحقيق الفوز.