سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يومية الخبر تعتبر موقعي سطيف نت وسطيف أنفو واجهة إعلامية بولاية سطيف في مقال تحليلي لمواقع الأنترنيت الجزائرية
الإعلام الإلكتروني ينافس الصحافة المكتوبة
أقدام سوداء يوقفون تاريخ البلاد على العام 1962 جزائريون ينقّبون عن تاريخهم في مواقع الأنترنت صار الجزائريون، في غالبية الأحيان، يبحثون عن ماضي وتاريخ المدن على مواقع الأنترنت دونما تساؤل عن هوية القائمين والمنشطين الفعليين لتلك المواقع، ولا عن أصول ومصداقية المعطيات والمواد التاريخية المتداولة التي تكشف عن بعض التناقضات... يكفي رقن اسم أية مدينة من المدن الجزائرية، على مختلف محركات البحث، المتعارف عليها على الشبكة العنكبوتية، للحصول على قائمة مواقع مختلفة ومتنوعة تعرض معطيات ومواضيع تمس شتى ميادين الحياة اليومية، مركزة اهتمامها، بالأخص، على منح المتلقي نظرة تاريخية، وكاشفة عن أهم المكنونات الطبيعية والمكتسبات السياحية التي تتوفر عنها تلك المدينة... الحنين إلى الجزائر الفرنسية إحدى أهم الملاحظات التي نلتمسها مع بداية تصفح مواقع مختلف المدن الجزائرية، تتمثل في حقيقة أن غالبية المواقع المتوفرة واردة باللغة الفرنسية. من الممكن أن تفسر ''سذاجة'' بأنها حقيقة نابعة من ضروريات استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، لكن، مع الغوص في الإبحار عبر المواقع ذاتها نكتشف أن الجزء الأهم منها يقوم على تنشيطه أفراد ينتمون إلى فئة الأقدام السوداء أو أبناء الأقدام السوداء، المتعلقين بشدة بأرض المنشأ، المفتخرين بجذور الانتماء إلى الجزائر، كاشفين عن مشاعر نوستالجيا جد واضحة، ذلك ما ندركه من خلال، مثلا، الاطلاع على موقع (www.constantine.free.fr)، أحد أهم المواقع المختصة بمدينة الجسور المعلقة، والذي يسهر على تسييره المدعو سيرج جيلار، الذي غادر قسنطينة العام ,1962 والذي يفسر سبب إطلاق الموقع برغبة ''العثور على أصدقاء الطفولة''. مع بداية تصفح الموقع ذاته تستوقفنا ملاحظتان اثنتان، تتمثل الأولى في تاريخ إطلاق الموقع، المدوّن في ''10 جوان .''2000 والعاشر جوان في تاريخ الحروب الصليبية يمثل واقعة ''الخيبة'' الموافقة لهزيمة بدوين الرابع أمام الناصر صلاح الدين في معركة مرج العيون عام .1179 الملاحظة الثانية تتمثل في صورة المدخل والتي تمثل امرأة في لباس ''الملاية''، هذا اللباس التقليدي الذي لم يعد، كما في السابق، متداولا ومستعملا بين النساء القسنطينيات، مما يبوح بنظرة ''نوستالجيا'' تحن إلى العودة إلى ماضي مدينة سيدي راشد والصخر العتيق. بمواصلة تصفح مواضيع الموقع ذاته نلاحظ أنه يقدم نبذة تاريخية مطوّلة عن المدينة، تتميز بمرحلتين مهمتين، حيث تمتد المرحلة الأولى من حقبة ''ما قبل التاريخ إلى العام ''1962 أما الحقبة الثانية فتتواصل من ''1962 إلى اليوم''، والتي جاءت بشكل مقتضب مقارنة بالمرحلة الأولى. كما أن الموقع يصنف الجنرال ''لويس جوشو دو لا مورسيير'' ضمن أشهر خمس شخصيات في قسنطينة، قديما وحديثا، وقائمة تجمع، في جنباتها، أيضا أسماء تاريخية مهمة مثل ماسينيسا، قسطنطين الأول، صالح باي وأحمد باي. كما يكرس الموقع المذكور مساحة هامة للطائفة اليهودية التي عمرّت، عقودا طويلة، في المدينة، من خلال استعادة إحدى مقالات المؤرخ بنجامين ستورا، التي تحكي دراما تهجير عائلة ''الزاوي'' من قسنطينة إلى فرنسا، ومقال آخر من توقيع ''بول ليسليه''، حول يهود قسنطينة، كما يستعيد الموقع حادثة اغتيال الشيخ ريمون ويعرض شريط فيديو وثائقي أين يعزف ريمون على آلة العود ويغني المالوف بالعربية. الحنين الظاهر لأرض المنشأ الجزائرية نجدها عبر مواقع أخرى كثيرة، مثل موقع (www.djmila.be)، والذي يتم تسييره من بلجيكا، الذي كان يهتم بالجوانب السياحية لمختلف مناطق الوطن، قبل أن يصبح موقعا شاملا أين يخصص فصلا يعرض مختلف ألوان بشرة وسمات وميزات سكان الجزائر، نساء ورجالا، من ذوي البشرة البيضاء في الشمال، إلى ذوي البشرة السمراء في الجنوب، حيث نقرأ على واجهة الموقع نفسه إهداء يقول: ''إلى كل الجزائريين القاطنين في مختلف بقاع العالم. إلى جزائريي الجزائر بغض النظر عن أصولهم. وإلى كل الذين يحبون الجزائر''. ويواصل صاحب الموقع الكشف عن سبب إنشاء الموقع بالقول: ''أشعر أحيانا بحالة نوستالجيا تعتريني، مرارة ودموع لما أعود بذاكرتي إلى الماضي''. نفس الملاحظات نلتمسها عبر موقع(www.marcelpaulduclos.free.fr)، لصاحبه مارسيل بول ديكلوس، نجل أحد المسؤولين البلديين السابقين لمدينة سكيكدة، إبان الحكم الكولونيالي، الذي يحمل شعار ''يُحكى أنه كانت فيليب فيل'' وهو الاسم الاستعماري لمدينة سكيكدة، والذي نقرأ على واجهته: ''رحل مؤخرا مارسيل بول ديكلوس بعدما بعث هذا الموقع لذكرى مسقط رأسه وذكرى أولئك الذين يحبون ذلك البلد مثله''، والذي يكرس صفحة كاملة حول تاريخ المدينة، منذ الحقبة الكولونيالية، إلى غاية العام 1962 الذي شهد تغيير اسم المدينة، من ''فيليب فيل'' إلى ''سكيكدة''. إلى جانب غلبة الأجانب على تنشيط كثير من مواقع المدن الجزائرية، نجد عينات قليلة لجزائريين يقومون بتنشيط مواقع أخرى، على غرار موقع (www.collo21.com) الذي يسهر عليه أحد المغتربين، والذي يركز على منح المتلقي الطابع السياحي للمدينة، أكثر من الجانب التاريخي، كما يعرض أيضا على الزوار سبل الحصول على تأشيرة الجزائر وزيارة مدينة القل الساحلية. من عين الفوارة إلى طوكيو بالإضافة إلى ما سبق ذكره من أنواع المواقع الإلكترونية المهتمة بماضي وحاضر المدن الجزائرية، نجد نوعا آخر مختلفا نوعا ما، يعنى بتقديم صفحات تصب في خانة مواكبة راهن المدن ونقل آخر الأخبار والمستجدات الميدانية والأنباء الجوارية، ذلك ما ندركه عبر موقع (www.setif.info )، لصاحبه نبيل فودي، الذي لم يتعد العقد الثالث، ابن مدينة عين الفوارة، الحائز على شهادة دكتوراه في مجال الصيدلة من جامعة باريس، والحاصل، مؤخرا، على جائزة البحث والتطوير العلمي الموّجهة للشباب بالعاصمة اليابانية طوكيو. هذا الموقع الذي يحوي عديد المواضيع المتفرقة حول مدينة سيدي الخير، مع التركيز على نقل آخر المستجدات وتقديم معاينات حول الراهن السطايفي، وذلك بالتعاون مع بعض المراسلين المتواجدين على تراب الولاية، حيث استطاع فودي أيضا، بعد النجاح المميز الذي بلغته النسخة الفرنسية من الموقع، في إطلاق نسخة مماثلة باللغة العربية، تحت عنوان مقارب هو (www.setif.net) والذي صار يشكل واجهة إعلامية في سطيف وقبلة الراغبين في التعرف على آخر تطورات الحياة اليومية بالمنطقة. نفس المنطق، الرامي إلى التخصص في إنشاء مواقع إلكترونية تهتم بمتابعة حيثيات الحياة العادية في المدن الجزائرية، نجده في موقعين يخصان مدينة جيجل هما (www.jijel.info) وكذا (www.jijel-echo.com) اللذان يرصدان أهم جوانب الحياة العادية من المدينة. بالانتقال إلى الجهة الغربية من البلاد نجد موقع مهما يخص مدينة وهران تحت عنوان (www.visitoran.com)، والذي يمثل أحد المواقع القليلة الواردة باللغة الإنجليزية، والذي يعرض صورا مختلفة عن عاصمة الغرب، ويصر على الاحتفاظ وتداول ألبوم صور حول الطبعة الأخيرة من مهرجان الراي التي تم تنظيمها بمدينة وهران .2007 كما نطالع موقعا مماثلا بمدينة عين تموشنت المجاورة تحت عنوان (www.tmouchenet.info) يشترك في محاولة مسايرة الراهن اليومي. استشراق تحت ظلال الواحة تعتبر مدينة الجزائر العاصمة إحدى أهم المدن التي تحوز على عدد أكبر من المواقع الإلكترونية والمتوفرة باللغات الثلاث، العربية والفرنسية والإنجليزية، والتي تمتزج بين المواقع الرامية إلى تقديم نبذة تاريخية عن المدينة، والأخرى المائلة إلى متابعة راهن عاصمة البلاد. بالانتقال صوب جنوب البلاد، تتقلص مساحة المواقع الإلكنروتية المتوفرة، حيث نلاحظ أن أكثر المناطق التي تتوفر عن مواقع إلكترونية تتمثل في مدينتي بوسعادة وبسكرة، والتي تشترك فيما بينها حول خصوصية التركيز على البعد الاستشراقي في هاتين المدينتين، اللتين كانتا خلال الحقبة الكولونيالية، تمثلان أهم واحتين في الجزائر، محج عديد المثقفين الفرنسيين، حيث نجد أن أهم ما يتعلق بمدينة بوسعادة يتمثل في موقع (www.bou-saada.net)، الوارد باللغة الفرنسية، والذي يعرض على الصفحة الافتتاحية إحدى لوحات الفنان التشكيلي العالمي نصر الدين إيتيان دينيه، إضافة إلى شريط مستمد من الأرشيف يعرض صور نساء في الزي النائلي، مع خلفية موسيقي نائلية، بآلات الغايطة والبندير. فيما يخص مدينة بسكرة فإن الأمر يتعلق بموقع (www.eden-algerie.com)، الذي يعرض نبذة تاريخية عن المدينة، والتي تتوقف عند حقبة الثورة التحريرية. كما يكتفي فصل ''الصور'' في الموقع نفسه بعرض صور خاصة بالرمال والنخيل والقبب، وكأن شيئا لم يتغير في المدينة منذ الحقبة الكولونيالية. كما يضع الموقع، الفرنسي أندريه جيد، على رأس قائمة أهم شخصيات المدينة، قبل العلامة ابن خلدون الذي أقام مدة معتبرة في بسكرة. إلى جانب ما سبق ذكره، وبالموازاة مع اتساع دائرة إنشاء المواقع الإلكترونية، تتعلق بمدننا، من طرف أجانب وكذا جزائريين، وأمام حاجز التكاليف المادية التي تفرضها، بغية السهر والاشتغال على تنشيط موقع واحد، صار الكثيرون، خصوصا فئة الشباب، يجد في تقنية المدونات فرصة لإنشاء صفحات إلكترونية تفاعلية حول مدنهم، وأحيانا أخرى حول الأحياء والتجمعات السكنية الشعبية، وهو ما وفر لهم بلوغ الخدمة الإلكترونية وفق أكثر الطرق سهولة واختصارا. كما صار من الطبيعي أيضا إيجاد فضاءات ونوادي تبادل فعلية تربط بين مختلف سكان المدينة الواحدة وتجمعهم مع أهلهم المقيمين خارج أرض الوطن. كما وجبت الإشارة إلى دور ومكانة خدمة الموسوعة الحرة (ويكيبيديا) التي ساهمت، بشكل جاد، وفي وقت قصير، في تقديم والتعريف بكثير من المدن الجزائرية، حيث صارت تشكل أهم البوابات الإلكترونية من حيث عدد الزوار، نظرا لسهولتها، ومتابعتها لمختلف التطورات الطارئة، وتوفيرها فرصة إنشاء صفحات مجانية المصدر :الجزائر: سعيد خطيبي