يبدو أن ترامواي الجزائر العاصمة يأبى الإنطلاق في آجاله المحددة، حيث تأخر انطلاقه، صباح أمس، لمدة قاربت الساعتين، بسبب عطل تقني يخص التموين بالطاقة الكهربائية، وهو ما أثار استغراب الحضور الشعبي الغفير وعدد من الوزراء وممثلين عن شركات أجنبية، خاصة وأن العملية تم التحضير لها منذ عدة أسابيع بحملة كبيرة من الإشهار والترويج لخدمات الترامواي الآمنة، كما سبقتها عدة تجارب، ما اعتبرها البعض فضيحة حقيقية. شهد ترامواي العاصمة أول فضيحة له تمثلت في سلسلة أعطاب تقنية متعلقة بالطاقة الكهربائية حالت دون انطلاقه وتسببت في تأخر الرحلة الأولى من يوم تدشينه لقرابة الساعتين، الأمر الذي جعل وزير النقل عمار تو يثور في وجه مسؤولي مؤسسة ميترو الجزائر التي أشرفت على إنجاز هذا المشروع. وتفاجأ الوفد الوزاري الذي زار محطة مختار زرهوني بحي الموز بانقطاع التيار الكهربائي عن محطات الترامواي عند الساعة العاشرة والنصف صباحا، الموعد المحدد للتدشين الرسمي لهذا المشروع الذي انطلقت أشغاله منذ قرابة من 5 سنوات وعرف تأخرا في الإنجاز قدره سنتين، ما جعل وزير النقل يصب جام غضبه في وجه مسؤولي مؤسسة ميترو الجزائر المشرفة على الأشغال وشركة النقل الحضري بالجزائر العاصمة اللذان كلفا باستكمال كافة الترتيبات والتأكد من سلامة وجاهزية استغلال العربات ودخولهما حيز التشغيل التجاري. ففي حدود الساعة العاشرة والنصف صباحا، الموعد المحدد لتدشين عملية انطلاق أول ترامواي جزائري منذ الاستقلال، يربط مبدئيا العاصمة بالمدن الحضرية بضاحيتها الشرقية، وبعد مراسم التدشين التقليدية، صعد الحضور إلى عربات التراموي الرابض بمحطة مختار زرهوني، حي الموز بباب الزوار، باتجاه برج الكيفان، يتقدمهم وزير النقل، عمار تو، ووزير التجارة، مصطفى بن بادة، ومدير عام الخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، لكن القطار ظل جاثما في المحطة، لمدة فاقت الخمس دقائق، واستمر الوضع على حاله لوقت إضافي، لينزل بعده الضيوف، وتتعالى إشارات التذمر والقلق على وجوه الحضور، وترافقها أسئلة حادة موجهة إلى وزارة النقل ومؤسسة النقل الحضري بالعاصمة، وخاصة بين ممثلي الحكومة، واستمر الوضع على حاله إلى غاية الثانية عشر والربع لتدق صفارة الانطلاق، ويتنفس عمار تو ومن ورائه جميع الحضور الصعداء. وحسب المعلومات المستقاة، فان سبب تعطل انطلاق عربات الترامواي يعود إلى ضعف في التيار الكهربائي، وما زاد المسألة تعقيدا هو افتقار الترامواي إلى جهاز للتموين الذاتي بالتيار، وقد أكد لنا مسؤول الطاقة والمناجم على مستوى ولاية الجزائر بأنه سجل انقطاع مفاجئ للخط الناقل ل 60 ألف فولط في حدود الحادية عشر و13 دقيقة. للإشارة فإن الشطر الرابط بين برج الكيفان وحي زرهوني مختار يشمل 13 محطة ويمتد على طول 7.2 كلم وقد تم تزويد الترامواي ب 12 مركبة من شأنها نقل ما بين 10 آلاف و 15 ألف شخص يوميا، مع الإشارة إلى أن العربات تتسع لحوالي 400 شخص وستمر كل 12 دقيقة ليتم تقليص هذه المدة في ظرف السنوات الأربع المقبلة إلى 4 دقائق وسيكون إنطلاق عربات الترامواي على الساعة السادسة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا، ولن يدفع المواطن نظير استخدامه لهذه الوسيلة سوى 20 دينار للرحلة الواحدة في انتظار إطلاق التذاكر المغناطيسية التي سيشرع في استخدامها في الخامس من شهر جويلية القادم.