شهر رمضان، شهر كريم، ورد ذكره في القرآن و خصه الله تعالى بعبادة عظيمة القدر، عظيمة الأجر، فهو شهر القرآن وشهر الصيام. إضافة إلى أنه شهر مبارك وعزيز علينا إلا أنه هناك ثلاث ساعات جد مفضلة في نهار رمضان الفضيل، و هي : 1- الساعة الأولى: وقت السحور: و هو الوقت الذي يكون قبيل الفجر ، قال تعالى: " و المستغفرين بالأسحار". فلا بد من الحرص على هذا الوقت ، كونه ثمين بكثرة الدعاء و الاستغفار حتى يؤذن الفجر،لذا فلنستغل هذه الدقائق الروحانية فيما يقوي صلتنا بالله تعالى. يقول عز و جل حاثا على اغتنام الساعات الثمينة بالتسبيح و التهليل: " ... وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن الليل فسبحه وأدبار السجود..." . كذلك قال الحسن البصري رحمه الله: " الدنيا ثلاثة أيام، أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غدا فلعلك لا تدركه و أما اليوم فلك فاعمل فيه..." 2- الساعة الثانية: أول ساعة من النهار " بعد صلاة الفجر": نص الفقهاء على استحباب استغلال هذه الساعة بذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، و في الحديث قال صلى الله عليه و سلم " اللهم بارك لأمتي في بكورها". أما الإمام النووي رحمه الله فلقد قال في كتاب الأذكار: " اعلم أن أشرف الأوقات في النهار الذكر بعد صلاة الصبح." لذا يكره النوم بعد صلاة الصبح لأنها ساعة توزع فيها الأرزاق، فلا ينبغي النوم فيها، بل إحيائها بالذكر و الدعاء خاصة أننا في شهر الصيام و القيام الذي يتضاعف فيه الأجر و الثواب. 3- الساعة الثالثة: آخر ساعة من النهار "قبل الغروب": هذه الساعة الثمينة تفوت على المؤمن غالبا بإعداد الإفطار و التهيؤ له، و هذا لا ينبغي لمن حرص على تحصيل الأجر، فهي لحظات ثمينة و دقائق غالية...هي من أفضل الأوقات للدعاء و سؤال الله تعالى- فهي من أوقات الاستجابة- كما جاء في الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: " ثلاث مستجابات: دعوة الصائم، دعوة المظلوم و دعوة المسافر" ( رواه الترميذي) . وكان السلف الصالح أشد تعظيما لآخر النهارأكثر من أوله، لأنه خاتمة اليوم و الموفق من وفقه الله لاستغلال هذه الساعة في دعاء الله.