في انتظار حملات خيرية أخرى لفائدة المحرومين اختتمت الأسبوع الماضي حملة (الشتاء الدافئ) التي أطلقتها مؤسسة المشوار بالتعاون مع موقع وسيط الخير، بحيث كانت أول حملة خيرية من نوعها تطلقها جريدة (الجميلة)، دون إغفال الدور الخيري المهم الذي تقوم به في مساعدة المحرومين من مختلف الفئات على طول العام، وقد لقيت هذه الحملة تجاوبا كبيرا من طرف المحسنين وكذا الجمعيات الخيرية، مما سمح برفع الغبن عن العشرات من العائلات الواقعة تحت رحمة الفقر.. ق. م طلبات هائلة انهالت على المشرفين على هذه الحملة المميزة، من الفقراء والمحتاجين الذين لا أمل لهم ولا ملجأ سوى نافذة الخير التي فتحت لهم من طرف مؤسسة المشوار، وبتوفيق من الله، وتضافر جهود الجميع استطاع المشرفون تخفيف معاناتهم، وتحسين حالتهم على الأقل خلال فصل الشتاء، فحسب الحصيلة النهائية لحصاد الحملة، فإن المشرفين وبمعية المحسنين وبعض الجمعيات المتعاونة قاموا بتوزيع كمية معتبرة جدا من المساعدات تراوحت بين المساعدات المالية والمساعدات الغذائية والألبسة والأغطية أيضا، واستطاعوا في ظرف قصير تغطية طلبات غالبية العائلات التي أدرجت في نطاق الحملة. عائلات استعادت الدفء... بدأت الحملة بجمع المساعدات الخيرية منذ أول أسابيع الانطلاقة، بعد أن تهاطلت على المشرفين اتصالات القراء الأوفياء، وكذا المحسنين المعتادين على التفاعل ومد يد العون في مثل هذه المناسبات الخيرية، والذين كانوا يستفسرون بقلق وحزن عن حال هذه العائلات، ولقد ارتأى الكثير منهم التنقل إلى منزل العائلات والاطلاع على معاناتها عن قرب وعرض المساعدة، كل على حسب طاقته، فيما عمد الكثير منهم إلى طلب الحساب البريدي الخاص بالحملة والذي وضع تحت تصرف المحسنين من أجل تلقي المساعدات المالية التي تم تسليمها لاحقا لأصحابها، كل حسب حساسية وضعيته، ولقد تمت عملية توزيع المساعدات عبر مراحل على طريقتين، أولهما: تسليم المساعدات من المحسن مباشرة إلى المحتاج، سواء تعلق الأمر بالمساعدات المالية أو المساعدات الأخرى، والطريقة الثانية كانت باستلام الجريدة المساعدات وتوزيعها على العائلات، وفي هذا السياق، لا يجب إغفال دور الجمعيات الخيرية التي قامت بدورها المميز في المساعدة.. وأخرى حظيت ببعض الأمان...رغم استمرار معاناتها استطات الحملة أن تصل إلى عائلات كانت تصارع من أجل البقاء، تعاني القهر والظلم تحت غطاء البطالة -في كثير من الأحيان- لا لسبب سوى مأساة الفقر والعراء، الذي يتربص بها وبأبنائها، ومن بين العائلات التي استفادت ولاقت اهتماما كبيرا من طرف القراء الكرام، عائلة السيد (ر.إسماعيل) من بسكرة، الذي رمت به الأقدار في مرأب قديم للسيارت، رفقة زوجته وابنته الرضيعة، علما أنه معاق إعاقة جسدية..وهناك أمضى فصل الشتاء البارد، ولا يخفى على أحد قساوة فصل الشتاء في هذه المنطقة...لقد استفاد السيد (ر.إسماعيل) من مساعدة مالية معتبرة في إطار حملة الشتاء الدافئ، استطاعت أن ترفع عنه ولو بعض الغبن، خلال هذا الفصل، وهذا رغم استمرار معاناته، في ظل غياب الدخل وغياب السكن .. وفي ذات السياق، فقد حظيت الفتيات اليتيمات من ولاية البويرة بحصة الأسد من الاتصالات والمساعدات أيضا، فقد أثر نداءهن أيما تأثير في نفوس القراء والمحسنين أيضا، على اعتبار أنهن يتيمات ويفتقرن إلى الدخل والعون، ويعشن أوضاعا جد مزرية، في كنف الفقر والعوز، وقد اتصل عدد من المحسنين من عدة ولايات من الوطن بغرض مساعدتهن، والتخفيف من معاناتهن. ولم تغفل الجريدة على تخصيص حيز واسع من الاهتمام للأرامل والأيتام، باعتبارهم فئة كبيرة في المجتمع من حيث التعداد، ولها احتياجات استثنائية، خاصة إذا راعينا انعدام الدخل لدى كثير من عائلات الأرامل، التي تعاني الأمرين من أجل توفير حق الغذاء والدراسة -في أفضل الأحوال-.. في هذا السياق، استفادت ثلاث عائلات من هبات مالية جد معتبرة من طرف المحسنين، قد تسد رمقهم في الأيام الباردة من فصل الشتاء. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه... إن صور التضامن والتعاضد ليست بالغريبة على المجتمع الجزائري، فقد أثبتت التجارب والأحداث درجة إقبال الجزائري على مساعدة أخيه المحتاج في كثير من المناسبات، بعد التبرعات المعتبرة التي تقدم بها عدد من المحسنين، ولعل أهم تبرع استفادت منه الحملة، مبلغ مالي جد معتبر يقدر ب430.000 دج، تبرع بها فاعل خير لم يشأ ذكر اسمه، ولقد قام المشرفون بتوزيعها على ثمان عائلات، على حسب الأولويات والحاجة أيضا، حيث استفادت أرامل وأيتام، وكذا معاقون من عائلات معوزة بمبالغ متفاوتة أدناها 30.000 دج، وتجدر الإشارة إلى أن الجريدة قد تعودت على تلقي هذا القدر من الهبات من طرف المحسنين الذين وضعوا كل ثقتهم بها للمجهودات الجبارة التي تقوم بها في خدمة المحتاج والفقير.