أوعيشوش ياسمين هي واحدة من اللواتي أبدعن في عالم الطبخ رغم صغر سنها (28 سنة) بعد تخصص دام لسنوات في الميدان متخرجة من معهد الفندقة بتيزي وزو دفعة 2004- 2006 تخصص طبخ، كما تخصصت بأكبر معهد في ليون بفرنسا حملت رسالة الطبخ الجزائري إلى بلدان متنوعة وألقت على عاتقها مهمة التعريف بالأطباق الجزائرية الغنية والتي تعكس تراثنا العريق، كانت لنا الفرصة لإجراء هذا الحوار معها. أجرت الحوار: نسيمة خباجة كيف ملت إلى فن الطبخ وأنت في هذه السن في الوقت الذي تبتعد عنه الكثيرات وتجدن فيه صعوبة؟ أنا أهوى الطبخ كما أنها أمنية أمي المرحومة التي حلمت أن تراني طباخة ماهرة ووفيت بأمنيتها وتخرجت من أكبر المعاهد وأنا اليوم أشرف على تعليم الطبخ كأول تجربة لي على مستوى مركز التكوين المهني بباب الوادي. هل هناك ميولات لتعلم فن الطبخ في الجزائر؟ نعم حاليا هناك ميولات من الجنسين لتعلم الحرفة لاسيما وأن الطبخ الجزائري هو غني ويعكس تراثنا العريق ولم تعد تقبل عليه الماكثات بالبيت فحسب بل حتى العاملات والطالبات يهدفن إلى تعلم الطبخ، إلا أننا نبقى نعمل في إمكانيات محدودة ولابد من توفير الوسائل والمواد التي تدخل في تحضير الأطباق من أجل النهوض بالطبخ الجزائري والحفاظ عليه. كيف ترين الطبخ الجزائري؟ الطبخ الجزائري هو غني بمكتسباته التي يعكسها التنويع في الأطباق عبر 48 ولاية فكل ولاية تزخر بالطابع الخاص، من حيث الطبخ ولا يمكن حصر الأطباق في بعض الأطباق المتداولة حاليا بل يجب البحث والتنقيب عن مختلف الأطباق التراثية التي تعكس صورة المجتمعات وتبين حضارتها. كيف ترين المهمة الملقاة على كاهلك؟ مهمتي أراها جد صعبة لكن سأبذل قصارى جهدي من أجل الوصول إلى الهدف الذي أصبو إليه وهو التعريف بالطبخ الجزائري، فهو صورة تعكس حضارة وعراقة المجتمع الجزائري عبر كامل الولايات بدليل أنني أختار في مشاركاتي من خلال المسابقات الوطنية والدولية الأطباق الجزائرية خاصة التقليدية منها كالكسكس والرشتة والشخشوخة والتليتلي وغيرها من الأطباق. إلى ماذا تميل ياسمين؟ أميل كثيرا إلى تحضير الأطباق التقليدية الغنية والتي تعكس غنى الطبخ الجزائري ويظهر ذلك من تعدد الأطباق والنكهات، فنحن نملك التنويع في أطباقنا بين الأطباق الحلوة والمملحة وكذا تنويع في المرق فلنا أطباق ذات اللون الأحمر وأطباق بيضاء مما يبرز ثراء الطبخ الجزائري الأصيل وأسعى بكل جهدي للحفاظ على التراث التقليدي في الطبخ كونه الأساس ونحتاج إلى أيادٍ تحافظ على الطبخ الجزائري. هل الطبخ هو مهمة صعبة؟ بالفعل هو مهمة صعبة لمن صبت أن تبدع أناملها أطباقا شهية ذات نكهة خاصة وهو ما تعكسه مقولة أن أشهر الطباخين في العالم هم من الرجال، فبالفعل هي نظرية صائبة كونه حرفة منهكة للقوى ومن لا يهوى الحرفة لا يمكنه الاستمرار فيها أبدا. ما هو سر الأطباق الناجحة؟ نحن نعلم أن العين هي من تأكل أولا، فديكور الأكل يلعب دورا هاما وكذا طريقة تقديمه، إلى جانب المحافظة على النكهة عن طريق ضبط المقاييس المعتمدة من حيث مقادير التوابل والماء والطماطم وغيرها من المستلزمات التي تدخل في تحضير الأطباق. الغذاء هو صحة الإنسان كيف تحافظ ياسمين كمختصة في الطبخ على هذا الشعار؟ بالفعل وجب المحافظة على هذا الشعار من طرف أهل الاختصاص وكما سبق وأن قلت أن الأطباق الناجحة أو بالأحرى الصحية هي من تخضع إلى مقاييس خصوصا مع الأمراض التي نعيشها وكثرة الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي وغيرها، لذلك وجب احترام القواعد الصحية في الأكل والأخذ بمقادير متزنة، بل حتى أن الطبق الناجح من يحافظ فيه الطباخ على معايير محددة من حيث استعمال مختلف المستلزمات التي تدخل في تحضيره. في ظل موجة الرواج الكبير لكتب الطبخ وكذا تخصص قنوات جزائرية في الطبخ والحلويات ما هو موقفك؟ بالفعل يسعى الكل إلى تطوير الطبخ الجزائري سواء بالنسبة للكيفيات المملحة أو الحلوة، لكن المشكل الطاغي هو أنانية بعض المتخصصات في الطبخ اللواتي يهدفن إلى الاحتكار وحصر الطبخ في ذواتهن، بل وجب عدم حصره وتعليمه للآخرين بغية استمرار فن الطبخ، كما أنني لاحظت شيئا أثناء تجربتي وهو أن بعض السلوكات أدت بمن هم في أولى مراحلهم إلى استراق الحيل المعتمدة في الطبخ وهي سلوكات وجب القضاء عليها من أجل تطهير الميدان من بعض الممارسات والرقي بالطبخ الجزائري كهدف أول وأخير. ما هي رسالتك للمرأة الجزائرية في عيدها؟ أتمنى للكل عيدا سعيدا وأتمنى الازدهار والتقدم لهاويات فن الطبخ.