نوه السيد يحياوي سعيد، مدير إحدى مدراس الطبخ بالعاصمة المتعاقدة مع وزارة السياحة، بالدور الكبير الذي يلعبه الطبخ التقليدي في إنعاش السياحة بالجزائر، مذكرا بضرورة تشجيع مطاعم الطبخ التقليدي التي تقدم تخصصات محلية باعتبارها واجهة أخرى للتعريف بكل منطقة للسياح الأجانب والوطنيين. ودعا يحياوي المسؤولين إلى العمل على إخراج الطبخ الجزائري نحو الساحة العالمية عن طريق مساندة الطباخات الجزائريات ودعمهن للمشاركة في صالونات الطبخ العالمية، على غرار ما تقوم به الدول الشقيقة للتعريف بتراثها. يري السيد يحياوي أحد الغيورين على حماية التراث الوطني، في مساعدة الشباب المتكون والمؤهل على فتح مطاعمهم الخاصة أو العمل في الفنادق فرصة للحفاظ على موروثنا الحضاري، وضمان توارث الأجيال لوصفات تخلت عن تحضيرها الكثير من الأسر حتى في الأعياد والمناسبات. طبخنا سفيرنا في الداخل والخارج يسعى يحياوي، الذي أعرب في لقاء خاص جمعه ب ''الحوار'' على هامش صالون الطبخ والميولات المنقضية فعالياته الأسبوع الماضي عن رغبته في المساهمة بشكل أوسع في تكوين الشباب في مجال الطبخ، إلى جعل الطبخ التقليدي الجزائري سفيرا حقيقيا لها في الداخل والخارج، حيث أكد أن مدرسته تحرص منذ إنشائها سنة 1999 من قبل زوجته على إدراج الطبخ التقليدي ضمن قائمة التخصصات العديدة التي توفرها في مجال الفندقة، والتي تحظى فيها بدعم وزارة السياحة في إطار اتفاقية بين الطرفين. حيث يتحصل المتخرجون من المتربصين لها على شهادة معتمدة من طرف الدولة تفتح لهم الآفاق الواسعة للممارسة في الفنادق وكبريات المطاعم. كما لا يكتفي السيد يحياوي عند هذا الحد وإنما يعمل وزوجته على التدخل بمتابعة المتخرجين في عالم الشغل، فيتدخلان بموجب نفس الاتفاقية مع وزارة السياحة لتوظيف المتفوقين في الفنادق، ومساعدة الآخرين للحصول على القروض المصغرة بالمقرب من الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب لفتح مطاعمهم الخاصة أو محلات صنع الحلويات. ساهمنا في عدم الحفاظ على أكلاتنا التقليدية انتقد، في سياق آخر، ما يقوم به المغاربة من حملة ترويجية واسعة للكسكسي، حيث يعرفونه للعالم بوصفات جديدة وغريبة على أنه طبق تقليدي مغربي محض، لكن في الحقيقة والعالم أجمع يعلم جيدا أن الكسكسي طبق جزائري إلا أننا لم نحسن استثمار هذه المادة الخام في التعريف بطبخنا التقليدي، فنحن أولى بالحصول على الشهرة من خلال هذا الطبق. من جهة أخرى، أبدى عدم إعجابه بما تقوم به بعض الأطراف الجزائرية من تصرفات تسيء للسياحة الجزائرية ولا تخدمها البتة، كالمشاركة في تمويل استقدام طباخات وطباخين مشاهير إلى الجزائر، في حين كان بإمكانها أن تنظم مناسبات وتظاهرات للتعريف بفن الطبخ التقليدي الجزائري عن طريق تمويل الصالونات ومساعدة بعض الطباخات الجزائريات المتخصصات في الطبخ التقليدي على طبع كتب وتصديرها للخارج أو على الأقل إلى العالم العربي. وقال السيد يحياوي إن الجزائريين أهملوا وإلى حد كبير الأطباق التقليدية، واستبدلوها بتلك العصرية التي يتسارعون على تعلمها سواء من كتب الطبخ العالمية أو العربية وحتى من القنوات التلفزيونية الخاصة بالطبخ التي أصبحت لا تعد ولا تحصى. وأضاف، أصبحت العائلات الجزائرية لدى استقبالها ضيفا ما تضن أنها ستكرمه من خلال إعداد مأدبة غداء تتفنن ربات البيوت فيها في الطبخ العصري كالشواء مثلا والسلطات العصرية، مهملين ومتناسين تنوع ما جادت به الجدات من أنواع مختلفة من العجائن والشوربات والطواجن حسب المناطق، وحتى المطام بتنا لا نجد إلا في القليل منها هذه التخصصات التقليدية التي يرى فيها البعض أنها تخلف أو عدم مواكبة للتقدم الحاصل في مجال الفندقة، ومن المعيب إدراج هذه المأكولات ضمن قائمة الطعام في مثل هذه الأماكن.