أمريكا تطالب أوروبا بدعمها عسكريا على الحدود الجزائرية يقول مختصّون ومتتبّعون إن خمسة تنظيمات إرهابية خطيرة تنشط في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل تشكّل تهديدا مباشرا على الجزائر، وهي التنظيمات التي تواجهها بلادنا بشكل مباشر حينا وغير مباشر أحيانا، علما بأن حرص أمريكا وبلدان أوروبا على حماية مصالحها في المنطقة يدفعها إلى التنسيق والتعاون الأمني مع الجزائر وجيرانها للتصدّي لجماعات الإرهاب. حذّر قائد قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا من زيادة التهديدات على الولايات المتّحدة ومصالحها نظرا لتوسّع عمليات الجماعات الإرهابية في شمال وغرب إفريقيا، حيث اعتبرت واشنطن أن (أفريكوم) غير قادرة على مراقبة منطقة الساحل من المنظمات الإرهابية لافتقارها إلى أجهزة مراقبة متطوّرة ودعت إلى دعم أوروبي للبعثات الأمريكية في إفريقيا. شكّل التقلّب السائد في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل تهديدات كبيرة على المصالح الأمريكية والأوروبية الحيوية التي أبدت تخوّفا من توسّع خطر الإرهاب في المنطقة وتهديد مصالحها، حيث أكّد قائد قيادة القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال ديفيد رودريغيز أمام لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ الأمريكي أن (الجماعات الإرهابية في شمال وغرب إفريقيا هي الأكثر نشاطا، حيث تتقاسم الموارد وتخطّط لشنّ هجمات)، وقال إن المنطقة تمثّل مصدر قلق متنامٍ للولايات المتّحدة، وأضاف أن (أكبر الثغرات الاستخباراتية توجد في شمال غرب إفريقيا وتمتدّ من شمال مالي إلى شرق ليبيا). ولفت رودريغيز إلى أن هناك نحو خمس منظمات إرهابية في شمال غرب إفريقيا أبرزها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكذا أنصار الشريعة في درنة، وأكّد أن التحدّي الأكبر يكمن في تدفّق الذخيرة والمتفجّرات من ليبيا إلى جميع أنحاء شمال غرب افريقيا لدعم تنظيم القاعدة، داعيا إلى تسليط الضوء أكثر على حدود دول الساحل، على اعتبار أنها أكثر منطقة تكثر فيها الثغرات الاستخباراتية، حسب قائد القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال لويد أوستن الذي أكّد أن الثورات في ليبيا وتونس ومصر بما في ذلك التحوّلات السياسية غير المؤكّدة والأثار الجانبية واستغلال المنظمات المتطرّفة العنيفة للمساحات والحدود التي يسهل اختراقها هي المصادر الرئيسية لعدم الاستقرار، ما يتطلّب مراقبة الوضع عن كثب في شمال إفريقيا موازاة مع تهديدات بتوسّع خطر الإرهاب على المصالح الأمريكية بالمنطقة. وبيّن الجنرال ديفيد رودريغيز أن قوة (أفريكوم) تفتقر إلى طائرات الاستطلاع والمراقبة والطائرات دون طيّار، خصوصا في الساحل من أجل متابعة تحرّكات المجموعات الإرهابية، وهو ما جعل الجنرال الأمريكي يشدّد على ضرورة مواءمة الموارد مع الأولويات في جميع أنحاء العالم وتعزيز الشراكات والنفوذ وزيادة المرونة التشغيلية لقوة (أفريكوم). فيما دعا الجنرال لويد أوستن القادة الأوروبيين إلى دعم جهود القوة الأمريكية في منطقة القيادة المركزية مثل عمليات القوة في العراق وأفغانستان، ليضيف أن (دعم الحلفاء الأوروبيين والشركاء الآخرين أمر بالغ الأهمّية للبعثة الأمريكية في إفريقيا).