مرّ اليوم الثاني للحملة الانتخابية لرئاسيات 2014 بالعاصمة فاترا دون أي مظاهر للتسويق السياسي لبرامج الفرسان الستة الذين يتنافسون على دخول قصر المرادية، حيث فضل معظمهم ترك العاصمة آخر محطة لتنظيم تجمعات شعبية في الوقت الذي تعمل فيه مكاتب المداومة على قدم وساق لتغطية جميع المواقع التي يتنقل إليها المرشحون وممثليهم وتسجيل التجاوزات، وبينما استمر البرود الشعبي في التعاطي مع السياسة، طغى حديث ما بعد كلاسيكو الكرة الإسبانية الذي انتهى بفوز تاريخي للبارصا على ريال مدريد في معقله على حملة الرئاسيات.. حملة ساخنة في الصالونات والقاعات وعلى الصحف.. وباردة في الشارع. وبدا الكثير من المواطنين فيها غير معنيين بأجواء الانتخابات الرئاسية التي لم يبق على إجرائها سوى ثلاثة أسابيع تقريبا، حيث أعرب معظمهم عن مخاوفهم من هذه العملية الانتخابية والنتائج التي ستترتب عنها بسبب تزايد المعارضة وإصرارها على مقاطعة الانتخابات وهو ما قد يعرض الجزائر إلى فتنة، فضلا على أنهم يئسوا من الوعود الكاذبة بالتكفل بانشغالاتهم، كما أن حديث معظم الشباب لم يكن سياسيا بقدر ما كان رياضيا، حيث جلب الكلاسيكو الذي جمع بين البارصا والريال سهرة الأحد جل اهتمامهم كأن الجزائر ليست مقبلة على حدث هام قد يغير جميع سياساتها السابقة. بوحجة: "المعارضة لن تُفشل الرئاسيات" وقد ارتأت (أخبار اليوم) أن تزور مكتب المداومة للمرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة الذي يشرف عليه حزب جبهة التحرير الوطني بحيدرة، أين التقينا بالمكلف بالإعلام بحملة بوتفليقة (السعيد بوحجة) الذي أكد أن مكتب المداومة بمثابة خلية أزمة تسهر على متابعة جميع الخرجات الميدانية للمرشحين الستة وتقييم مدى نجاحها ومتابعة جميع نشاطات ممثليهم عبر الولايات ال48، وقد تم توجيه نداء لجماعة بلعياط المعارضة للأمين العام لحزب الآفلان عمار سعيداني بتنشيط الحملة الانتخابية لصالح بوتفليقة بهدف لمّ شمل الأفلان وإنهاء الحرب الداخلية التي هزت استقراره في الفترة الأخيرة. وأوضح بوحجة أنه تم تجنيد فريق لمتابعة جميع أخبار بوتفليقة التي يتم نشرها على المواقع الالكترونية بهدف تكذيب المغلوطة منها، إلى جانب التركيز على العمل الجواري طيلة أيام الحملة لما يعكسه من تأثير على معرفة انشغالات المواطنين ونقلها لمرشحهم حتى تؤخذ بعين الاعتبار في المرحلة القادمة، وفي نفس الوقت تم اعتماد المنظمات الطلابية التي أعلنت مساندتها لبوتفليقة وتم الترخيص لها بتنظيم تجمعات لشرح برنامجهم الانتخابي لفائدة الطالبة الجامعيين. وفيما يخص المعارضة فقد صرح بوحجة بشأنها قائلا (المعارضة راهي تغيط وحدها.. هي في واد والشعب في واد آخر)، ليضيف (نحن خلية متابعة نشرح برنامج بوتفليقة ونعمل على كسب المزيد من المؤيدين دون البلبلة التي تحدثها المعارضة)، مشيرا بذلك إلى أن المعارضة لن تنجح في إفشال العملية الانتخابية. مكتب مداومة بن فليس يرفض أي تصريح كما تنقلنا إلى مكتب المرشح الحر علي بن فليس غير أن القائمين عليه رفضوا الإدلاء بأي تصريح للصحافة، في حين سبق أن صرح المكلف بالإعلام لحملة بن فليس (لطفي بومغارأن مكتب المداومة سيتضمن ثلاث مديريات واحدة خاصة بالاتصال وأخرى بالتعبئة وثالثة بالإمداد اللوجيستي، في الوقت التي شهدت بعض اللوحات الإعلانية الموزعة عبر العاصمة تعليق صور بن فليس فقط وهو ما يعتبره قانون الانتخابات تجاوزا لشروط الحملة الانتخابية ما قد يعرضه لعقوبات من طرف اللجنة المشرفة على مراقبة الانتخابات.