واصل أمس لليوم الثاني على التوالي قرابة 10 آلاف عامل بقطاع السكك الحديدية إضرابهم الذي بلغت نسبة الاستجابة في كبرى ولايات الوطن 100 بالمائة، حيث هددوا بتصعيد الاحتجاج ومواصلة الإضراب المفتوح إلى غاية افتكاك مطالبهم التي تعرف تعنتا من طرف وزارة النقل. وقد شمل الإضراب عربات نقل المسافرين والسلع والبضائع من ولايات الشرق والوسط والغرب، وهو ما خلف موجة استياء كبيرة لدى المسافرين، حيث بلغت نسبة الاستجابة للإضراب في كل من العاصمة وهران وقسنطينة 100 بالمائة إذ تم شل حركة النقل نهائيا في حين شهدت بعض الولايات الشرقية نسبة إضراب بلغت 70 بالمائة، وهذا ردا على تجاهل الوصايا لمطالب عمال القطاع التي تم رفعها منذ مارس 2010 ولم تشهد أي تحرك بشأنها من طرف المسؤولين الذين فضلوا سياسة التسويف والوعود الكاذبة وهو ما لم يتحمله العمال الذي قرروا شلّ حركة النقل بالسكك الحديدية على المستوى الوطني لإيصال معاناتهم للرأي العام خاصة فيما تعلق بتدني الأجور والمشاكل المهنية التي يتخبطون فيها. وفي هذا الصدد أكد عضو النقابة الوطنية للسكك الحديدية (الياس رايس) إصرار العمال على مواصلة الإضراب إلى غاية تحقيق مطالبهم التي وصفها بالمشروعة خاصة ما تعلق بصرف المخلفات المالية العالقة منذ 03 سنوات، داعيا وزير النقل عمار غول بضرورة التدخل العاجل لصرف مستحقاتهم في ظل تمسك العمال بالإضراب بعد استنفاد كل المهلات التي تم منحها للإدارة التي لم تحرك ساكنا رغم سعيهم الحثيث للوصول الى حلول توافقية بين الطرفين تفضي إلى تلبية مطالب العمال، موضحا أن الإضراب مسّ جميع الخطوط من الشرق إلى الوسط وإلى الغرب سواء نقل المسافرين أو نقل البضائع، مطالبا بزيادات في الأجور ومخلفات مالية منذ مارس 2010. ولم ينف رايس عن استدعاء المدير للنقل بالسكك الحديدية ممثلين عن العمال لمناقشة مطالبهم غير أن اصراره بأن الحل لا يكمن على مستوى مصالحه بل على مستوى الوزارة جعل العمال يتراجعون عن قرار تعليق الإضراب وينددون بتماطل الإدارة بعدم الرد عليهم واكتفائها بالسكوت وتجاهلها وتماطلها في إيجاد حل ناجع لمطلبهم. وتجدر الإشارة أن الحركة الاحتجاجية خلفت موجة من الاستياء لدى المسافرين والمتعاملين الاقتصاديين الذي تعطلت مشاغلهم، حيث أعربوا عن تذمرهم الشديد واستيائهم أمام الضجيج والاكتظاظ الذي تشهده محطات الحافلات التي لجأ إليها المسافرون من مختلف النقاط للوصول إلى العاصمة والالتحاق بمقرات عملهم داعين الإدارة إلى التحرك لحل مشاكل المضربين وعودة حركة سير القطارات.