لعبت الأنشودة المدرسية ولازالت تلعب دور هاما في إصلاح المنظومة التربوية، بحيث تم الاعتماد عليها كأسلوب تربوي عاد بثماره على الأجيال السابقة، إلا أننا نلاحظ التراجع الكبير للأنشودة المدرسية وكذا عدم إيلائها الأهمية القصوى مما أدى إلى تراجع سلوكات التلاميذ أيضا، فالدور الهام والبالغ الذي تلعبه الأنشودة المدرسية جعل الكثيرين يلتزمون بها كأداة لزرع بذرة حب الوطن لدى الأجيال الصاعدة وتقوية الوازع الديني في التلاميذ من خلال تلك المجموعات الصوتية التي نجدها عبر المدارس، بحيث كانت فرعا من فروع التعليم في الجزائر خصوصا خلال المناسبات الوطنية والدينية. إلا أننا لا ننفي التراجع الكبير لتلك الأساليب التربوية الحميدة التي لم يعد لها وجود وصارت مرتبطة بالمناسبات وفقط، حتى أن من المدارس من غيبت أداء التلاميذ للنشيد الوطني رغم أنها عادة تمسكت بها الأجيال السابقة بحيث كان العلم الوطني يُعلى في صبيحة كل يوم السبت وينزل مع نهاية الأسبوع أي يوم الخميس وهكذا الحال في كل أسبوع، لكن نجد من المدارس من تخلت عن تلك العادة الحميدة في تربية سلوك الأبناء وتنشئتهم على حب الوطن، بل أنها وسائل لتقويم شخصيتهم وتفادي انحلال أخلاقهم وانحرافهم، وكان الأولياء يشيدون بتلك الوسائل التربوية الهامة في تربية أبنائهم. ولعل أن مدينة الألف قبة وقبة ولاية الوادي أبت إلا التمسك بتلك الأعراف الحميدة بتنظيم مهرجانات للأنشودة المدرسية في كل سنة لتصل في هذه السنة إلى الطبعة التاسعة عشر للأنشودة المدرسية بالنظر إلى الدور الهام والبارز الذي حققته في إنجاح التلاميذ وتقويم سلوكاتهم، بحيث نشط أزيد من 600 تلميذ فعاليات الطبعة التاسعة عشر من المهرجان الوطني للأنشودة المدرسية المنظم بولاية الوادي في الفترة الممتدة من 24 إلى 27 مارس الجاري وأشرفت على تنظيمها مديرية التربية بالولاية ويتشكل هؤلاء التلاميذ ضمن 38 مجموعة صوتية من الأطوار التعليمية الثلاثة بمؤسسات تربوية من 36 ولاية الذين تنافسوا على المراتب الثلاث الأولى في كل طور كما أوضح رئيس خلية الاتصال بمديرية القطاع يوسف رزاق سالم بغية خلق تشاحن إيجابي بين التلاميذ ينمي من حبهم للأناشيد المدرسية خاصة الوطنية والدينية كمقومات بارزة في مجتمعنا. وأكد ناشطون بالمهرجان على الدور الفعال الذي تلعبه الأنشودة المدرسية لاسيما الوطنية في إعادة بعث الروح الوطنية، كما أنها أداة هامة وفعالة في تنشئة الطفل على التربية والسلوكات القويمة، إذ لابد من الالتزام بها في كافة المراحل التعليمية عبر المدارس بإبراز مواهب المجموعات الصوتية وخلق منافسة بينها من أجل تحبيب ذلك العرف لدى المتمدرسين، بل أكدت التجارب أن التلاميذ المنضمين إلى المجموعات الصوتية لهم القدرة على الحفظ وعرفوا بتقدمهم الدراسي ونجاحهم وقوام سلوكاتهم كونها أدوات بيداغوجية فعالة تدرب على الحفظ مما يؤدي إلى ضرورة العودة إليها والاعتماد عليها لاسيما مع الظواهر التي طغت على المحيط المدرسي والآفات التي تتربص بالتلاميذ من كل جانب مما يستدعي إقامة تلك المهرجانات التربوية عبر ربوع الوطن والعودة إلى تلك الأساليب الناجعة في التعليم.