تعيش بلدية الشقفة هذه الأيام حركية ثقافية ورياضية، صنعها براعم 25 مدرسية ابتدائية تابعة لبلديتي الشقفة وبرج الطهر في إطار تنشيط فعاليات الطبعة الخامسة للأسبوع الثقافي المدرسي الذي بادرت إلى تنظيمه مفتشية المقاطعة التربوية الأولى لدائرة الشقفة، تحت شعار: "حفل في كل مدرسة"، حسب السيد م.بوزيدي رئيس لجنة التنظيم. المهرجان يهدف إلى بعث النشاط على الأقل في الوسط المدرسي، إيمانا منه بأن المدرسة هي الفضاء الأمثل للاستثمار في رأس المال البشري، واعتبره فضاء لاكتشاف المواهب الفطرية وصقلها وإظهار التنوع الثقافي الذي تزخر به المؤسسات الابتدائية. وأملا في انتشال المناطق النائية وانفتاحها على المجتمع ومن أجل تشجيع السلوك الثقافي، كذلك لتفعيل مشروع المؤسسة ومن خلاله مشروع المقاطعة التربوية وقصد تدعيم الإصلاحات التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية، وغرس الروح الوطنية في نفوس أبنائها باعتبار المدرسة فضاء لتربية الناشئة وغرس القيم المثلى لحب الوطن والدفاع عنه. ومن أجل إبراز قدرات 1250 تلميذ مشارك، تظافرت جهود القائمين على هذه التظاهرة من معلمين ومديرين لتعزيز الممارسة الواعية للفعل الثقافي ورفع راية العلم عاليا، وحسب مسؤول التنظيم السيد عمر شيبوط فإن هذا المهرجان قد نفض الغبار عن الفتور الثقافي الذي تعيشه هذه المدينة القرية النائمة في عمق التاريخ والتي أبدى شبابها تعطشا ظهر جليا في تدفقهم إلى قاعة المركز الثقافي الذي كان فضاء لإجراء معظم المنافسات، فالمسابقة الفكرية أفرزت تأهل مدارس الإخوة بوالطيور حمدوش، بوزغول وبوغريرة علاوة إلى الدور الثاني، كما اقتلعت المرتبة الأولى في المجموعة الصوتية مدرسة حمدوش علي بأنشودة "إني اخترتك يا وطني" جذبت خلالها التلميذة لعبني أمينة انتباه الحاضرين بصوتها الجهوري. وفي المسرح أبي الفنون أظهر تلاميذ مدرسة لعبني فرحات قدرات عالية على الركح في أوبيرات غنائية بعنوان "قاهر الظلام" التي تروي السيرة الذاتية لأحد رواد الحركة الإصلاحية في الجزائر، وهي تهدف إلى وضع تلامذتنا على خطى أولئك الذين خاضوا الكفاح السياسي من أجل دحض كل المكائد التي دبرت ضد شعب كاد أن يفرغ من محتواه الفكري وانتمائه التاريخي، تقاسم الأدوار الرئيسية فيها التلاميذ بولفراخ يحيى، لحيلح علي وكعسيس جابر، بالإضافة إلى منافسات أخرى في كرة القدم، الفن التشكيلي، المجلة المدرسية المصفوفة والعود الريفي الذي يكون ساعات قليلة قبيل الحفل الختامي للأسبوع المدرسي الذي يصادف ذكرى وفاة العلامة الجزائري الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله، وسيتوج بتحفيز التلاميذ المتفوقين في مختلف المنافسات وتكريم المتقاعدين من معلمين ومديرين تقديرا للمجهودات التي بذلوها طوال مشوارهم المهني.